الباطن كالملك والجن يتشكل بالاشكال المختلفة وان لم يكن بحسب الظاهر مثلها يا منور القلوب بفتح أعينها كما في الحديث ما من قلب الا وله عينان فإذا أراد الله بعبده خيرا فتح عينيه اللتين هما للقلب ليشاهد بهما الملكوت وافاضة النور عليها فإنه كما أن ابصار العين التي لمشاهدة عالم الملك لا يتيسر الا برفع الموانع وتحقق الشرايط ومن حملتها مصادفة نور العين لنور اخر كنور الشمس والقمر أو النار كك بصيرة القلب لشهود عالم الملكوت لا يتأتى الا برفع العلايق والعوايق وتحقق المقربات والشرايط من جملتها اشراق نور اخر عليه من نور الحق أو بعض مقربيه كنور العقل الفعال قال بعض أهل المعرفة أول ما يبدو في قلب العارف ممن يريد الله سعادته نور ثم يصير ذلك النور ضياء ثم يصير شعاعا ثم يصير نجوما ثم يصير قمرا ثم يصير شمسا فإذا ظهر النور في القلب بردت الدنيا في قلبه بما فيها فإذا صار ضياء تركها وفارقها فإذا صار شعاعا انقطع منها وزهد فيها فإذا صار نجوما فارق الدنيا ولذاتها ومحبوباتها فإذا صار قمرا زهد في الآخرة وما فيها فإذا صار شمسا لا يرى الدنيا وما فيها ولا الآخرة وما فيها ولا يعرف الا ربه فيكون جسده نورا وقلبه نورا وكلامه نورا واما المحرومون من هذه الأنوار فهم الذين أشار الله إليهم بقوله الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكرى انتهى يا طبيب القلوب التي أمرضها علل الأخلاق الرزيلة وداء الجهل بمداواة تسديدها للصواب والهامها الذكر اللهجي والقلبي كما في مناجاة خمسة عشر لسيد الساجدين (ع) وانسنا بالذكر الخفى واستعملنا بالعمل الزكي فان اسمه تعالى دواء وذكره شفاء والتي أسقمها حبه الذي لا دواء له الا وصاله إذ المحب لا يتسلى بغير محبوبه ولا يسكن الا بوجدانه من طلبني وجدني من كان لله كان الله له يا أنيس القلوب أي كل قلب إما قلوب أصفيائه ومريديه ومن لا أنيس له وذاكريه كما في الأسماء الآتية فلانها لا تأنس بغيره كالطير الذي لا يأوى إلى الناس وحيدا فريدا واما قلوب غير هم فلان آنسها بغيره لأجل ان ذلك الغير ليس خلوا عن نوره النافذ ورحمته الشاملة فإنه نور المستوحشين في الظلم يا مفرج الهموم يا منفس الغموم نفس تنفيسا أي فرج تفريجا وفى شرح الأسباب الهم عبارة عن الفكر في مكروه يخاف الانسان حدوثه ويرجو فواته فيكون مركبا من الخوف والرجاء والغم لا فكر فيه لأنه انما يكون فيما مضى سبحانك الخ اللهم إني أسئلك بسمك يا جليل يا جميل نعم ما قيل جمالك في كل الحقايق ساير وليس له الا جلالك ساتر * تجليت للأكوان خلف ستورها * فتمت بما ضمت عليه الستائر
(٦٩)