فيجلس ثم للانبعاث من غير انتصاب ثم للقيام ثم للمشي على حسب تقليل الرطوبات ومن هذا الباب يتفاوت أوقات المشي في الأطفال وهكذا يفعل الحرارة الغريزية في بدن الحيوان إلى أن يفنى رطوبته بالكلية فتنطفي الحرارة لانتفاء ما يقوم به ويحصل الموت فسبب الموت بعينه سبب الحياة وذلك لأنه لو لم يكن الحرارة غالبة على الرطوبة لم يحصل الحياة ثم لزم من غلبة الحرارة على الرطوبة فناء الرطوبة ومن فناء الرطوبة فناء الحرارة وكان تقدير الله سبحانه الحرارة بحيث يستولى على الرطوبة سببا للحيوة أولا وللموت ثانيا هذا ما نقل عنه ويعين الحرارة الغريزية على التجفيف الحرارات السماوية والحرارات الاسطقسية الغربية والحركات البدنية والنفسانية فهذه مع ضعف القوى لكبر السن يوجب الموت وما قبل في الفارسية جان قصد رحيل كرد كفتم كه مرو * كفتا چكنم خانه فرو مى آيد انما هو بالنظر إلى هذه الأسباب الطبيعية واما بالنظر إلى الأسباب إلهية والوصول إلى الغايات فلما كانت النفس قاصدة للرحيل إلى موطنها الأصلي آنا بعد آن قالعة عروق شجرتها الطيبة من هذه الأرض الخبيثة زمانا غب زمان يا أيها الانسان انك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه لاجرم بقى أمر مملكته مهملا فخربت ان قيل إن كان الامر كما قلتم قلم تراها لا ترضى بالموت وتشتغل تدبير البدن أكثر من أول الأمر قلنا عدم الرضا للوهم لا للنفس الناطقة واهمال أمر البدن وقلة الاشتغال بتدبيره فطرى طبيعي لا اختياري وهمى وخيالي كالمختارين الفاعلين بالقصد الزائد وقد نظمت في الأيام الخالية هذه المضامين العالية في أبيات بالفارسية في الامام الهمام والشجاع القمقام القائل والله ابن أبي طالب انس بالموت من الطفل بثدي امه الناطق يا حار همدان من يمت يرني وهي هذه طفليست جان ومهد تن أو را قراركاه * چون كشت رآه رو فكند مهد يكطرف * در تنكناى بيضه بود جوجه از قصور پر زد سوى قصور چو شد طاير شرف * انكشت بين كه جمره شد وكشت شعله ور * پس در صفات نور شد آن بار مكتنف زآغاز كار جانب جانان همى رويم * مرك أر پسند نفس نه جانراست صد شعف * اسرار جان كند زچه رو ترك ملك تن بيند جمال مهر جلال شه نجف * والباقي يطلب من رحيقنا في البديع يا سامع الشكايا جمع شكية بمعنى شكوى قال في القاموس شكا امره إلى الله شكوى وينون وشكاة وشكاوة وشكية وشكاية بالكسر يا باعث البرايا من بعث فلانا عن منامه أي أهبه والمراد بالمنام هنا الحياة البرزخية فكما ان الحياة الدنيوية منام بالنسبة إلى الحياة البرزخية الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا
(٥٨)