شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٧٢
فيسمى صاحبه عارفا ونهاية العرفان مقام حق اليقين والفناء المحض ومثال المراتب العلم والمعرفة بالنار كان يصدق بعض الناس بالنار بان يسمع ان النار شئ يجعل كل شئ يصل إليه شبيها به وكل ما يماسه يحيله إلى نفسه وكلما يؤخذ منه لا يتطرق فيه نقصان وله على ما يجاوره اشراق ولمعان هيئته من الاشكال الصنوبرية وخليفة في الإنارة للأنوار العلوية وذلك الشئ اسمه النار وهذا بحذاء ايمان المقلدين الذين يتبعون أكابر الدين بلا برهان يقودهم إلى علم اليقين وان اشتبه على كثير منهم الغش والثمين وسموا الظن والتخمين باليقين وربما نرى كثيرا ممن اقتفى اثر أصحاب الظن ولا حجة قاطعة بيده يقول ايقاني في المطلب الفلاني بمثابة لو قال قائل بنقيضه لأقتلنه أو لأحرقنه واخوانه إذا سمعوا ذلك يمدونه في الغى فيبسطون من اشتداد ايقانه وينشطون من استحكام ايمانه وكلهم استسنموا ذوي ورم ونفخوا من غير ضرم ألم يكن مخالفو هم أشد نكرا عليهم منهم ألم يكن النبي الأمي صلى الله عليه وآله ولا سيما في أول امره حيث كان حب دين موسى أو عيسى أو الصنم في قلب اليهود أو النصارى أو عبدة الأصنام راسخا إذا امرهم بشئ لم يألفوا أو نهى هم عن نسكهم تأنفوا واستوعروا واستنكفوا حتى سلوا السيوف من الأغماد وأوقدوا نيران الكيد في الأكباد يكادوا يميزوا من الغيظ وتعلق بأفئدتهم حميا حمية احمى من نهار القيظ ولعلكم لم تتلوا قوله تعالى حكاية عن قوم شعيب أصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا وغير ذلك من الآيات والبينات حتى تزنوا بالقسطاس المستقيم ايمانكم مع ايقانهم وانى كما قال مولاي الصادق (ع) لوددت ان اضرب رؤوسكم بالسياط حتى تتفقهوا في الدين وتستنبطوا أصول عقايد كم بالحجج والبراهين كما قال تعالى قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين وكان يصدق به بعض انحر برؤية الدخان فيحكم بان هناك موجودا هذا اثره وهذا بمثابة أهل النظر المستدلين عليه تعالى بالدلائل الآنية والوا المراتب الأخر كمن يصل إليه حرارة النار أو منافع النار أو يشاهد نور النار وبه يشاهد الأشياء الأخرى أو يعاين حرم النار أو يقرب إليه شيئا فشيئا ويجاوره حتى يصل إليه فيتلاشى ويفنى بالكلية يا راحم المساكين المسكين كالفقير فيما تقدم وقال صلى الله عليه وآله اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين وفى الفقيه ان الفقراء هم أهل الزمانة أي أهل الآفة والابتلاء والمساكين أهل الحاجة من غير زمانة ويفهم منه ان الفقير أسوأ حالا من المسكين وأيد بقوله تعالى واما السفينة فكانت لمساكين ولكن روى الكليني في الصحيح ان الفقير الذي لا يسئل والمسكين الذي هو اجهد منه الذي يسئل وفى الصحيح عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (ع)
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»