صورته فيسمى اخذه ادراكا وهذا كوجود السماء والأرض والحيوان وغيرها بل هو الذي لا يعرف الأكثرون للوجود معنى سواه واما الوجود الحسى فهو ما يتمثل في الحاسة ممالا وجود له في الخارج فيختص بها ولا يشاركها غيرها كما يتمثل لأقوياء النفوس صور جميلة محاكية لجواهر الملائكة فيتلقون منهم من أمر الغيب في اليقظة ما يتلقاه غيرهم في النوم لشدة صفاء باطنهم وكما يراه المريض المستيقظ وكما يراه النائم فيرى الرسول صلى الله عليه وآله في المنام وقد قال (ص ع) من رآني فقد رآني فان الشيطان لا يتمثل بي بل كالمرسوم من الشعلة الجوالة والقطرة النازلة واما الوجود الخيالي فهو صورة هذه المحسوسات إذا غاب عن حتك فإنك تقدر ان تخترع في خيالك أي صوره شئت واما الوجود العقلي فهو ان للشئ روحا وحقيقة ومعنى فيلقى العقل مجرد معناه دون ان يثبت صورته في حس أو خيال أو خارج كاليد مثلا فان لها صورة محسوسة ومتخيلة ولها معنى هو حقيقتها وهي القدرة على البطش فالقدرة هي اليد العقلية وللقلم صورة ولكن حقيقته ما ينتقش به أي نقش كان عقليا أو حسيا أو خياليا وهذا يتلقاه العقل من غير أن يكون مقرونا بصورة خشب أو قصب أو غيرهما واما الوجود الشبهي فهو ان لا يكون الشئ موجودا لا بصورته ولا بحقيقته لا في الخارج ولا في الحس ولا في الخيال ولا في العقل ولكن الوجود لشئ اخر يشبهه في خاصة من خواصه ولنذكر الان أمثلة هذه الدرجات في التأويلات إما الوجود الذاتي فلا يحتاج إلى المثال وهو الذي يجرى على ظاهره ولا يؤل كاخباره (ص) عن العرش والكرسي والسماوات السبع وغيرها فان هذه أجسام موجودة في أنفسها أدركت بالحس والخيال أم لا واما الوجود الحسى فأمثلته في التأويلات كثيرة نذكر منها مثالين أحدهما قوله صلى الله عليه وآله يؤتى بالموت يؤمن القيمة في صورة كبش أملح فيذبح بين الجنة والنار فان من قام عنده البرهان على أن الموت عرض أو عدم عرض وقلب العرض جسما مستحيل فينزل الخبر على أن أهل القيمة يشاهدون ذلك ويعتقدون انه الموت ويكون ذلك موجودا في حسهم لافى الخارج ويكون ذلك سببا لحصول اليقين بالياس عن الموت بعد ذلك إذ المذبوح مأيوس عنه ومن لم يكن عنده هذا البرهان فعساه ان يعتقد ان نفس الموت ينقلب كبشا في ذاته ويذبح المثال الثاني قول رسول الله (ص ع) عرضت على الجنة في عرض هذا الحايط فمن قام عنده البرهان على أن الأجسام لا تتداخل وان الصغير لا يسع الكبير حمل ذلك على أن نفس الجنة لم ينقل إلى الحايط لكنه تمثل للحس صورتها في الحايط بحيث كان مظهرا لها ولا يستحيل ان يشاهد مثال شئ كبير في جرم صغير كما يشاهد السماء في مراة صغيرة إذ لا يلزم ان يطابق المظهر والظاهر فيه ولم يكن على سبيل التخيل بل المشاهدة الصريحة ومثال الوجود الخيالي أيضا تمثل الموت بصورة الكبش لو قيل إنه يتمثل في خيالهم وان لم يكن كذلك والغرض التمثيل
(٨٠)