شرح الأسماء الحسنى - الملا هادى السبزواري - ج ١ - الصفحة ٢٦٠
الأشياء معلوم لأكثر الناظرين واما نحن فبضل الله وجوده قد بينا ذلك في جوهريات الطبايع المادية على وجه لم يتيسر لاحد بعد المعلم الأول ومن يحذو حذوه جسما سلف ذكره من كيفية تجدد الطبيعة وتقوم وجود كل جزء بالعدم وعدم كل جزء منها بالوجود فعلى هذا يجب ان يكون العدم معدودا من جملة المبادى المقومة للكاينات فان العدم شرط في كون الشئ متغيرا وإذا كان التغير في جوهر الشئ وقوامه كان للعدم شركة في تقويمه مع ساير المقومات فرفع العدم بالكلية عما هو متغير في ذاته موجب رفع ذاته من غير عكس فالعدم على هذا الوجه مبدء بمعنى انه لا بد منه في وجود الشئ ولو نوقش في اطلاق اللفظ وقيل المبدء هو الذي لا بد من وجوده في وجود شئ فلا مناقشة لنا في ذلك مع قائله فليستعمل بدل المبدء المحتاج إليه فالعدم لا بد من اخذه في تحديد المتغير المستكمل وكذا لا بد من اخذ الصورة فيه على أن هذا العدم ليس هو العدم المحض بل عدم له نحو من الوجود كأنه عدم شئ مع تهيؤ واستعداد في مادة معينة فان الانسان لا يتكون عن كل لا انسانية بل لا انسانية في قابل الانسانية لكن الكون باعتبار الصورة لا العدم والفساد باعتبار العدم لا الصورة وقد يقال إن الشئ كان عن الهيولي وعن العدم ولا يقال عن الصورة فيقال ان السرير كان عن الخشب أو كان عن اللا سرير انتهى اللهم إني أسئلك باسمك يا فاعل يا جاعل يا قابل توبات العباد ومعاذيرهم ويجوز ان يكون بالهمزة من القول يا كامل من جميع الوجوه فإنه تام لا حالة منتظرة فيه بل فوق التمام يا فاضل له من الفضايل أبهاها واسناها ومن الفواضل أعمها وأعلاها يا فاصل يفصل بين الحق والباطل في العاجل والأجل يا عادل بعدله أقام السماوات والأرضين فوضع كل شئ منها في موضعه وأوفى كل ذي حق حقه اعطى كل شئ خلقه ثم هدى فأول معدلة نشأت منه اعطاء الأعيان الثابتة مقتضياتها الذاتية في المرتبة الواحدية وايتاء مسؤلات ألسنتها الثبوتية في الحضرة العلمية كما قال تعالى ما يبدل القول لدى وما انا بظلام للعبيد إذ ما عاملهم الا بما علم منهم وأيضا عادل بمعنى انه عدل بعض اجزاء المعتدل ببعض كما قال تعالى الذي خلقك فسواك فعدلك فعدل جوهر النفس الناطقة الكاملة في الانسان بالفعل مراتبها بعضها ببعض كتعادل الأسماء التشبيهية بالأسماء التنزيهية واللطفية بالقهرية على السوية وكذا في الأخلاق حتى يحصل ملكة العدالة المركبة من الحكمة والعفة والشجاعة والسخاوة
(٢٦٠)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»