الجاذبة والماسكة والهاضمة والدافعة وغيرها فجذبت الجاذبة دم الرحم من السرة إلى معدة الجنين فجذبت جاذبة الكبد الكيلوس من طريق ألما ساريا فهضمته هاضمة الكبد حتى صار كيموسا نضيجا فخلق من زبدته وصفوته الروح النباتي فانبعاثه من الكبد والباقي من الاخلاط الأربعة ما كان دما دخل في الأوردة ووصل نصيب كل (صنمو)؟ إليه وما كان صفراء انجذب إلى المرارة وخاصيته تنفيذ الدم لأنه بمنزلة النار ملطف ومخلخل وما كان سوداء انجذب إلى الطحال وخاصيته تصيير الدم ذا متانة وقوام وادخاله في غذاء الطحال والعظام وما كان بلغما فهو في جميع الأعضاء لا وعاء خاص وخاصيته ترطيب المفاصل والأدوات الأخر وصيرورته ما عند عوز الغذاء وهذا هو الدور النباتي ثم انجذب صفوة الدم وزبدة الروح النباتي إلى القلب وإذا نضجا وطنجا صار الروح النباتي روحا حيوانيا وبعثه من طريق الشرايين إلى جملة الأعضاء فالقلب منبع حياة جميع الأعضاء ومنزلته في الانسان الصغير منزلة الشمس في الانسان الكبير وعند كثير من الحكماء القلب محل تكون الروح مطلقا ثم تسفل قسط منه إلى الكبد وتصعد قسط صالح منه من طريق بعض الشرايين إلى الدماغ ونضج فيه مرة أخرى فاعتدل وصار روحا نفسانية مطية للقوى المدركة الظاهرة والباطنة والقوى المحركة وهذا هو الدور الحيواني والى هنا التصويرات في الأرحام وإذا خرج المولود من بطن امه إلى رحم الأرض كانت في درجة الحيوانية إلى أوان البلوغ الصوري ثم يأخذ في الدورة الانسانية مستعملا للفكر والروية فاما يسلك مسلك التوحيد ويستكمل في العقل والمعقول واما يسلك مسالك اخر فينخرط في سلك المقربين أو في زمرة أصحاب اليمين أو في حزب أصحاب الشمال من الضالين والمكذبين يا من يختص برحمته من يشاء سبحانك الخ أي برحمته الرحيمية من الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر مما اختص باهل التوحيد واما الرحمة الرحمانية فمعلوم انه لا اختصاص لها بطايفة دون طايفة أخرى كما مر يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا يا من جعل لكل شئ قدرا أي حدا محدودا ورتبة مخصوصة بخلافة تعالى إذ لا حد لوجوده ونوريته ولا تعين لا نيته وهويته يا من لا يشرك في حكمه أحد يا من جعل الملائكة رسلا اعلم أن المبادى الفاعلة إما لا علاقة لها مع الأجسام ولو علاقة التدبير وهي الأنوار القاهرة فاما مترتبة وهي الطبقة الطولية من القواهر الأعلين واما متكافئة وهي الطبقة العرضية من القواهر الأدنين وكلهم مهيمون في مشاهدة جماله عبر عنهم القران الكريم بالصافات صفا والسابقات سبقا واما لها علاقة
(٢٦٣)