عن التعينات العقلية والنفسية والطبيعية والفلكية والعنصرية وغيرها فهو عدم كل وجود بما هو مقيد ومتعين بتعين خاص وإن كان وجود كل شئ بما هو موجود بنحو أعلى إذ شيئية الشئ بصرفه ومطلقه الوجودي وكليه السعي والاحاطي وبتمامه لا بمخلوطه بالأجانب والغرايب ولا بنقصه وثانيها ان يكون المراد بالعدم المهية إذ يطلق عليها فان صيرورة الشئ هذا الشئ انما هي بالمهية المعينة وهي اعتباره الذي من نفسه كما أن الأول اعتباره الذي من ربه وثالثها ان يكون المراد منه العدم الذي جعله الحكماء من المبادى للأشياء الطبيعية وسماها أرسطا طاليس الرؤس الثلاثة كما نقل السيد الداماد س عنه أنه قال انشاء الخليقة لا من موجودات واحداثها لا من متقدمات خلق الرؤس الاوايل كيف شاء دبر الطبايع الكلية من تلك الرؤس على ما شاء والرؤس أول الخلقة وابتداء ما انشاء الباري عز وجل والطبايع وما كان من اختلاف خلق الطباع تفرع من تلك الرؤس فالرؤوس ثلثة لا محالة أولها واكرمها الصورة والثاني الهيولي والثالث العدم لا بزمان ولا بمكان إلى اخر ما نقل وقال الشيخ الرئيس في النجاة كلما كان بعد ما لم يكن فلا بد له من مادة موضوعة توجد فيها أو عنها أو معها وهذا في الكاينات الطبيعية محسوس ولا بد له من عدم يتقدمه لان ما لم يتقدمه عدم فهو أزلي ولا بد له من صورة له حصلت في المادة في الحال والا فالمادة كما كانت ولا كون فاذن المبادى المقارنة للطبيعيات الكاينة ثلثه صورة ومادة وعدم وكون العدم مبدء هو لأنه لا بد منه للكاين من حيث هو كائن وله عن الكائن بدو هو مبدء بالعرض لان بارتفاعه يكون الكائن لا بوجوده انتهى والسيد س يرى أن العدم الذي جعله الحكماء من المبادى والرؤس هو العدم الصريح بلا زمان ومكان وهو المتقدم على وجود الحادث تقدما دهريا والأولى ما حققه صدر المتألهين س حيث يرى أنه العدم المعتبر في هويات الطبايع السيالة بالحركة الجوهرية فقال في مباحث الجواهر من كتابه الكبير واما الجسم من حيث وجوده الخاص المتغير أو المستكمل أو الكائن الفاسد فان له زيادة مبدء فان كون الشئ متغيرا تغيرا طبيعيا أولا أو ان يصير بصدد الاستكمال كمالا ذاتيا أو عرضيا أو كائنا لا بد وأن يكون فيه شئ ثابت هو المتغير وصفة كانت موجودة فعدمت وصفة كانت معدومة فوجدت ومعلوم انه لا بد للكائن من حيث هو متغير في ذاته من أن يكون له أمر قابل لما تغير عنه ولما تغير إليه وصورة حاصلة وعدم سابق لها مع الصورة الزايلة وعدم مقارن معها للزايلة وهذا في التغيرات التي في الصفات الزايدة على جوهريات
(٢٥٩)