مع الأجسام فكل منها إما مبدء أفعال مختلفة واما مبدء فعل واحد ثم على كل واحد من التقديرين إما مع الشعور واما عديم الشعور فمبادئ الافعال المختلفة بلا شعور هي النفوس النباتية ومع الشعور الكلى أو الجزئي هي النفوس الناطقة والنفوس الحيوانية الحساسة المتحركة ومبادي الفعل الواحد الذي على وتيرة واحدة مع الشعور هي النفوس السماوية ومبادي الفعل الواحد بلا شعور ان لم يقوم المحل فهى المبادى العرضية وان قومت فاما في البسيط فهى الطبايع واما في المركب فهى الصور النوعية فجميع تلك المبادى ملائكة سماوية وملائكة أرضية ولكن باعتبار جهاتها النورية وباعتبار انها متدليات بالحق وبعبارة أخرى من حيث إنها في الدهر لا في الزمان وقد عبر عنها القران المجيد بالمدبرات أمرا فالأنبياء والإلهيون لما كانوا خادمي القضاء الإلهي كما أن الطبيب والطبيعي خادم الطبيعة رأوا كل المبادى جنود الحق تعالى وعماله وأيديه الفعالة مرتبطة به ولا يسندون الافعال إلى النفس والطبيعة والصورة والعرض وغيرها مما يسند إليه الغافلون عن الله اللاهون الساهون عنه المتشتتوا الانظار لأجل عقدها على عالم الكثرة بما هي كثرة ولا سيما في مبادى لا تثبت تلك المبادى لانفسها وجودا بل مسبحات بحمده مسخرات بأمره بل هم تكلموا على قدر عقول الناس ووسع فهو أغلبهم في الأغلب والا فيداه العمالتان أسماؤه الجمالية والجلالية كما أشار إليه القران الحكيم بقوله تعالى الله يتوفى الأنفس حين موتها وقوله هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء وقوله يهدى من يشاء ويضل من يشاء وغير ذلك ولذا سمى العرفاء أسماء الله أرباب الأنواع كما سمى الاشراقيون العقول المتكافئة بهذا الاسم وحبذا كلمة علية جاء بها الشرع الأقدس من قوله لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم تقسيم اخر ذكره في الطوالع من الكتب الكلامية وذكر ان هذا التقسيم مما استنبطته من فوايد الأنبياء (ع) والتقطته من فرايد الحكماء وهو ان الجواهر الغايبة عن الحواس الانسانية إما ان يكون مؤثرة في الأجسام أو مدبرة للأجسام أو لا يكون مؤثرة ولا مدبرة لها والأول هو العقول السماوية عند الحكماء والملاء الاعلى في عرف الشرع والثاني ينقسم إلى علوية تدبر الاجرام الفلكية وهي النفوس الفلكية عند الحكماء والملائكة السماوية عند أهل الشرع والى سفلية تدبر عالم العناصر وهي إما أن تكون مدبرة للبسايط الأربعة النار والهواء والماء والأرض وأنواع الكاينات وهم يسمون ملائكة الأرض واليهم أشار صاحب الوحي صلى الله عليه وآله وقال جائني ملك البحار وملك الجبال وملك الأمطار
(٢٦٤)