التي لا يتصور فوقها شرية البتة لأنه يثبت عدمه له عند وجوده فإذا كان كذلك والنفس كما علمت لها ضرب من الاتحاد بالبدن فكل ما يرد على البدن عند تعلق النفس فكانما ورد على ذات النفس ولهذا يتألم بالجراحات والأمراض وسوء المزاج البدني بقدر تعلقها به واتحادها لكن النفس لما كانت لها مقامات أخرى ونشأت غير هذه النشأة التي وقع لها الأذى بسببها لم يكن آذاها من جراحة عظيمة أو سوء مزاج شديد أو فساد أو موت مثل اذى الحي الذي حيوتها بعينها حياة البدن فتأمل يا حبيبي لتدرك ان الشر غير لاحق الا لما في طباعه ما بالقوة وذلك لأجل المادة الجسمية بسبب ان وجودها وجود ناقص متهيئ لقبول الفساد والانقسام والتكثر وحصول الأضداد والاستحالة والتجدد في الأحوال والانقلاب في الصور فكل ما هو أكثر براءة من المادة فهو أقل شرا ووبالا انتهى كلامه س أقول المحقق الدواني لم يجعل المدرك تفرق الاتصال فقط حتى يقال لما كان المدرك في العلم الحضوري عين الادراك وتفرق الاتصال عدمي فالألم الذي هو ادراك غير الملايم عدمي فله ان يمنع ويقول سلمنا ان الادراك عين المدرك في العلم الحضوري لكن لا نسلم ان المدرك هو تفرق الاتصال فقط وإن كان هو أيضا مدركا على نحو ادراك الأمور العدمية بل غير الملايم المدرك بالادراك المعتبر في تعريف الألم وهو الحالة الوجودية الوجدانية الموجعة غير عدم الاتصال ولا سيما إذا كان السبب سوء المزاج وكيف يكون تلك الحالة الوجدانية عدما وإن كان عدما للملكة والعدم بما هو عدم أينما تحقق لا خبر عنه ولا اثر له وفى تلك الحالة الموجعة المؤذية كل الأثر والخبر وهو س قال في مبحث الحركة والسكون من ذلك الكتاب في نفى من قال بنفي وجود الحركة القطعية لكل مهية نحو خاص من الوجود وكونها في الأعيان عبارة عن صدقها على أمر وتحقق حدها فيه كما ذكره الشيخ في باب المضاف انتهى فإذا كان الحركة والمضاف وغير هما من ضعفاء الوجود وجودية فكيف لا يكون الآلام والأوجاع وجودية وأيضا قد عده القوم من الكيفيات المحسوسة والكيف موجود وأيضا اختلفوا في أن سبب الألم هل هو التفرق أو سوء المزاج أو قد يكون هذا وقد يكون ذاك فجالينوس واكثر الأطباء على الأول وجماعة منهم الإمام الرازي على الثاني والشيخ الرئيس على الثالث والسبب والمسبب لا يكونان واحدا فكيف قلتم ان الألم نفس التفرق وأيضا كيف يكون الآلام نفس الاعدام وعدم اليد وعدم الرجل وعدم البصر وغيرها حاصلة بقاء حين التيام جراحاتها
(٢٥٦)