التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٣٨
بالذنب ليس من سليقته، أي من طبيعته (1).
وفي رواية: قال: الهنة بعد الهنة: أي الذنب بعد الذنب، يلم به العبد (2).
وفي أخرى قال: هو الذنب يلم به الرجل فيمكث ما شاء الله ثم يلمه به بعد (3).
أقول: يلم بالذنب أي يقاربه وينزل إليه فيفعله، وقد طبع عليه أي لعارض عرض له يمكن زواله عنه، ولهذا يمكنه الهجرة عنه ولو كان مطبوعا عليه في أصل الخلقة، وكان من سجيته وسليقته لما أمكنه الهجرة عنه، والهنة: كناية عن السيئ.
* (إن ربك وسع المغفرة) *: حيث يغفر الصغائر باجتناب الكبائر وله أن يغفر ما شاء من الذنوب صغيرها وكبيرها لمن يشاء.
* (هو أعلم بكم) *: أعلم بأحوالكم منكم.
* (إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم) *: علم أحوالكم، ومصارف أموركم حين ابتدأ خلقكم من التراب وحيثما صوركم في الأرحام.
* (فلا تزكوا أنفسكم) *: فلا تثنوا عليها بزكاء العمل، وزيادة الخير والطهارة عن المعاصي والرذائل.
* (هو أعلم بمن اتقى) *: فإنه يعلم التقي وغيره منكم قبل أن يخرجكم من صلب آدم (عليه السلام).
في العلل: عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية قال: يقول: لا يفتخر أحدكم بكثرة صلاته، وصيامه، وزكاته، ونسكه، لأن الله عز وجل أعلم بمن اتقى منكم (4).
وفي المعاني: عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عنها؟ فقال: قول الإنسان صليت البارحة، وصمت أمس ونحو هذا، ثم قال (عليه السلام): إن قوما كانوا يصبحون فيقولون: صلينا البارحة وصمنا أمس، فقال (عليه السلام): لكني أنام الليل والنهار ولو أجد بينهما شيئا لنمته (5).

١ - الكافي: ج ٢، ص ٤٤٢، ح ٥، باب اللمم.
٢ - الكافي: ج ٢، ص ٤٤١، ح ٢، باب اللمم.
٣ - الكافي: ج ٢، ص ٤٤١، ح ١، باب اللمم.
٤ - علل الشرائع: ص ٦١٠، س ١٥، ح ٨١، باب ٣٨٥ - نوادر العلل.
٥ - معاني الأخبار: ص 243، ح 1، باب معنى التزكية التي نهي عنها.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»