التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٤٠
ألا تزر وازرة وزر أخرى 38 وأن ليس للإنسان إلا ما سعى 39 وأن سعيه سوف يرى 40 ثم يجزيه الجزاء الأوفى 41 وبالغ بالوفاء (1) بما التزمه على نفسه.
القمي: قال: وفى بما أمره الله به من الأمر والنهي وذبح ابنه (2).
وفي الكافي: عن الباقر (عليه السلام) إنه سئل ما عنى بقوله: " وإبراهيم الذي وفى " قال: كلمات بالغ فيهن، قيل: وما هن؟ قال: كان إذا أصبح قال: أصبحت وربي محمود، وأصبحت لا أشرك بالله شيئا، ولا أدعو معه إلها، ولا أتخذ من دونه وليا ثلاثا، وإذا أمسى قال ثلاثا، قال: فأنزل الله عز وجل في كتابه: " وإبراهيم الذي وفى " (3).
وفي العلل: عن الصادق (عليه السلام) ما في معناه (4).
* (ألا تزر وازرة وزر أخرى) *: أي لم ينبأ بما في صحفهما أنه لا يؤاخذ أحد بذنب غيره.
* (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) *: إلا سعيه، أي كما لا يؤاخذ أحد بذنب الغير لا يثاب بفعله، وما جاء في الأخبار من أن الصدقة والحج ينفعان الميت، فذلك إنما هو لمحبة زرعها الميت في قلب الناوي له النائب عنه بإحسان أو إيمان أو قرابة أو غير ذلك، فهو من جملة سعيه، وكذا المريض إنما يكتب له في أيام مرضه ما كان يفعله في أيام صحته لأن في نيته أن لو كان صحيحا لفعله فهو إنما يثاب بالنية، مع أن المانع له من فعله ليس بيده وإنما غلب الله عليه فعل فضل الله أن يثيبه.
* (وأن سعيه سوف يرى) *: يراه في الآخرة.
* (ثم يجزيه الجزاء الأوفى) *: أي يجزى العبد سعيه بالجزاء الأوفر.

١ - وفي نسخة: [وبالغ في الوفاء].
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٣٨، س ٢٠.
٣ - الكافي: ج ٢، ص 534 - 535، ح 38، باب القول عند الصباح والمساء.
4 - علل الشرائع: ص 37، ح 1، باب 33 - العلة التي من أجلها قال الله عز وجل: " وإبراهيم الذي وفى ".
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»