التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٢١٢
فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون 16 * (والله عنده أجر عظيم) *: لمن آثر محبة الله وطاعته على محبة الأموال والأولاد والسعي لهم.
في المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) إنه كان يخطب، فجاء الحسن والحسين (عليهما السلام) وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليهما فأخذهما فوضعهما في حجره على المنبر، وقال: صدق الله عز وجل: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما، ثم أخذ في خطبته (1).
وفي نهج البلاغة: لا يقولن أحدكم اللهم إني أعوذ بك من الفتنة لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من مضلات الفتن، فإن الله سبحانه يقول:
" واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة " (2).
* (فاتقوا الله ما استطعتم) *: فابذلوا في تقواه جهدكم وطاقتكم.
* (واسمعوا) *: مواعظه.
* (وأطيعوا) *: أوامره.
* (وأنفقوا) *: في وجوه الخير خالصا لوجهه.
* (خيرا لأنفسكم) *: إنفاقا خيرا لأنفسكم أو أتوا خيرا أو يكن الإنفاق خيرا، وهو تأكيد للحث على الإمتثال.
* (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) *: سبق تفسيره (3).

1 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 301، س 4.
2 - نهج البلاغة: ص 483 - 484، قصار الحكم 93.
3 - ذيل الآية 9 من سورة الحشر.
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 215 217 218 219 ... » »»