التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٢١١
يا أيها الذين آمنوا إن من أزوجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم 14 إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم 15 يقتضي ذلك.
* (يا أيها الذين آمنوا إن من أزوجكم وأولادكم عدوا لكم) *: يشغلكم عن طاعة الله ويخاصمكم في أمر الدين أو الدنيا.
* (فاحذروهم) *: ولا تأمنوا غوائلهم.
* (وإن تعفوا) *: عن ذنوبهم بترك المعاقبة.
* (وتصفحوا) *: بالإعراض وترك التثريب (1) عليها.
* (وتغفروا) *: بإخفائها وتمهيد معذرتهم فيها.
* (فإن الله غفور رحيم) *: يعاملكم بمثل ما عاملتم، ويتفضل عليكم.
القمي: عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية: إن الرجل كان إذا أراد الهجرة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعلق به ابنه وامرأته، وقالوا ننشدك الله أن تذهب عنا، وتدعنا فنضيع بعدك، فمنهم من يطيع أهله فيقيم فحذرهم الله أبناءهم ونساءهم، ونهاهم عن طاعتهم، ومنهم من يمضي ويذرهم، ويقول: أما والله لئن لم تهاجروا معي، ثم يجمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة، لا أنفعكم بشئ أبدا، فلما جمع الله بينه وبينهم أمره الله أن يحسن إليهم ويصلهم، فقال: " وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم " (2).
* (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) *: اختبار لكم.

١ - التثريب: توبيخ وتعيير واستقصاء في اللوم. مجمع البحرين: ج ٢، ص ١٧، مادة " ثرب ".
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص 372، س 11.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 207 208 209 210 211 212 213 215 217 218 ... » »»