التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ٢٠٩
فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير 8 يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن يؤمن بالله ويعمل صلحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنت تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم 9 * (وربى لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم) *: بالمحاسبة والمجازاة.
* (وذلك على الله يسير * فآمنوا بالله ورسوله) *: محمد (صلى الله عليه وآله).
* (والنور الذي أنزلنا) *: قيل: يعني القرآن (1). والقمي: النور: أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).
وفي الكافي: عن الكاظم (عليه السلام) الإمامة هي النور، وذلك قوله تعالى: " فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا " قال: النور هو الإمام (3).
وعن الباقر (عليه السلام): إنه سئل عن هذا الآية فقال: النور والله: الأئمة، لنور الإمام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار، وهم الذين ينورون قلوب المؤمنين، ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم، ويغشاهم بها (4). والقمي: ما في معناه مع زيادة (5).
* (والله بما تعملون خبير * يوم يجمعكم) *: وقرئ بالنون.
* (ليوم الجمع) *: لأجل ما فيه من الحساب والجزاء، والجمع جمع الأولين والآخرين.
* (ذلك يوم التغابن) *: يغبن فيه بعضهم بعضا، لنزول السعداء منازل الأشقياء لو كانوا سعداء، وبالعكس.
في المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) في تفسيره قال: ما من عبد مؤمن يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكرا، وما من عبد يدخل النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليزداد حسرة (6).

١ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٤٨٠، س ١٩. ٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٧١.
٣ و ٤ - الكافي: ج ١، ص ١٩٥ - ١٩٦ و ١٩٥، ذيل حديث ٦ و ح ٤، باب أن الأئمة (عليهم السلام) نور الله عز وجل.
٥ - تفسير القمي: ج ٢، ص 371، س 18.
6 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 299، س 9.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 205 207 208 209 210 211 212 213 215 ... » »»