التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٦٩
لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد 6 عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم 7 لا ينهكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين 8 ويجيب الداعي.
* (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة) *: تكرير لمزيد الحث على التأسي بإبراهيم (عليه السلام)، ولذلك صدر بالقسم، وأكد بما بعده.
* (لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر) *: فأشعر بأن ترك التأسي بهم ينبئ عن سوء العقيدة.
* (ومن يتول فإن الله هو الغنى الحميد * عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير) *: على ذلك.
* (والله غفور رحيم) *: لما فرط منكم من موالاتهم من قبل، ولما بقي في قلوبكم من ميل الرحم.
القمي: عن الباقر (عليه السلام): إن الله أمر نبيه (صلى الله عليه وآله) والمؤمنين بالبراءة من قومهم ما داموا كفارا، فقال: " لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة " إلى قوله: " والله غفور رحيم " قطع الله ولاية المؤمنين منهم وأظهروا لهم العداوة، فقال: " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة " فلما أسلم أهل مكة خالطهم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وناكحوهم، وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب (1).
* (لا ينهكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص 362، س 10.
(١٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»