التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٦٦
إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون 2 فنزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخبره بذلك، فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمير المؤمنين (عليه السلام)، والزبير بن العوام في طلبها، فلحقوها فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): أين الكتاب؟ فقالت ما معي شئ، ففتشوها فلم يجدوا معها شيئا، فقال الزبير: ما نرى معها شيئا، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
والله ما كذبنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولا كذب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على جبرئيل، ولا كذب جبرئيل على الله جل ثناؤه، والله لئن لم تظهري الكتاب لأردن رأسك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالت: تنحيا عني حتى أخرجه، فأخرجت الكتاب من قرونها، فأخذه أمير المؤمنين (عليه السلام)، وجاء به إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا حاطب ما هذا؟ فقال حاطب: والله يا رسول الله ما نافقت، ولا غيرت، ولا بدلت، وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله حقا، ولكن أهلي وعيالي كتبوا إلي بحسن صنع قريش إليهم، فأحببت أن أجازي قريشا بحسن معاشرتهم، فأنزل الله عز وجل على رسوله (صلى الله عليه وآله): " يا أيها الذين آمنوا " الآية (1).
* (تلقون إليهم بالمودة) *: تفضون إليهم المودة بالمكاتبة، والباء مزيدة.
* (وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم) *: أي من مكة.
* (أن تؤمنوا بالله ربكم) *: بسبب إيمانكم.
* (إن كنتم خرجتم) *: من أوطانكم.
* (جهدا في سبيلي وابتغاء مرضاتي) *: جواب الشرط محذوف دل عليه " لا تتخذوا ".
* (تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم) *: أي منكم، أو أعلم فعل مضارع، و " الباء " مزيدة.
* (ومن يفعله منكم) *: أي يفعل الإتخاذ.
* (فقد ضل سواء السبيل) *: أخطأه.

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص 361 - 362.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 163 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»