إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين 20 كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوى عزيز 21 فقال: يا رسول الله كتبت عنه ما في التوراة من صفتك، وأقبل يقرأ ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو (صلى الله عليه وآله) غضبان، فقال له رجل من الأنصار: ويلك أما ترى غضب النبي (صلى الله عليه وآله) عليك؟ فقال:
أعوذ بالله من غضب الله، وغضب رسوله إني إنما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فلان لو أن موسى بن عمران (عليه السلام) فيهم قائما ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافرا بما جئت به، وهو قوله: " اتخذوا أيمنهم جنة " (1) أي حجابا بينهم وبين الكفار، وأيمانهم إقرار باللسان خوفا من السيف ورفع الجزية، وقوله: " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم " (2) قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الذين غصبوا آل محمد حقهم فيعرض عليهم أعمالهم فيحلفون له أنهم لم يعملوا منها شيئا كما حلفوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في الدنيا حين حلفوا أن لا يردوا الولاية في بني هاشم، وحين هموا بقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في العقبة، فلما أطلع الله نبيه (صلى الله عليه وآله) وأخبره حلفوا له أنهم لم يقولوا ذلك ولم يهموا به حين أنزل الله على رسوله: " يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم " (3)، قال: إذا عرض الله عز وجل ذلك عليهم في القيامة ينكرونه ويحلفوا له كما حلفوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو قوله: " يوم يبعثهم الله جميعا " الآية (4).
وقد سبق فيه حديث آخر في سورة يس (5) وحم السجدة (6).
* (إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين) *: في جملة من هو أذل خلق الله.
* (كتب الله) *: في اللوح.