التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٥٤
والكفر دار (1).
* (من قبلهم) *: من قبل هجرة المهاجرين.
* (يحبون من هاجر إليهم) *: ولا يثقل عليهم.
* (ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا) *: مما أعطي المهاجرون من الفئ وغيره.
* (ويؤثرون على أنفسهم) *: ويقدمون على أنفسهم.
* (ولو كان بهم خصاصة) *: فقر وحاجة.
* (ومن يوق شح نفسه) *: حتى يخالفها فيما يغلب عليها من حب المال، وبغض الإنفاق.
* (فأولئك هم المفلحون) *: الفائزون بالثناء العاجل والثواب الآجل.
في الكافي (2)، والفقيه: عن الصادق (عليه السلام): الشح: أشد من البخل، إن البخيل يبخل ما في يده، والشحيح يشح بما في أيدي الناس، وعلى ما في يديه حتى لا يرى في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه الله (3).
في الأمالي عن النبي (صلى الله عليه وآله): إنه جاء إليه رجل فشكا إليه الجوع فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى بيوت أزواجه فقلن ما عندنا إلا الماء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لهذا الرجل الليلة؟ فقال علي ابن أبي طالب (عليه السلام): أنا له يا رسول الله، وأتى فاطمة (عليها السلام) فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول الله؟
فقالت: ما عندنا إلا قوت العشية، لكنا نؤثر ضيفنا، فقال (عليه السلام): يا ابنة محمد نومي الصبية واطفئي المصباح، فلما أصبح علي (عليه السلام) غدا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره الخبر، فلم يبرح حتى أنزل الله عز وجل: " ويؤثرون على أنفسهم " الآية (4).
وفي الإحتجاج: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إنه قال للقوم بعد موت عمر بن الخطاب في حديث عد المناقب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية " ويؤثرون على

١ - الكافي: ج ٢، ص ٢٧، ح ١، باب آخر منه وفيه إن الإسلام قبل الإيمان.
٢ - الكافي: ج ٤، ص ٤٥، ح ٧، باب البخل والشح.
٣ - من لا يحضره الفقيه: ج ٢، ص 34 - 35، ح 142 / 9، باب 16 - فضل السخاء والجود.
4 - الأمالي للشيخ الطوسي: ص 185، ح 309 / 11، المجلس السابع.
(١٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 ... » »»