والقمي: عن الحسن المجتبى (عليه السلام) في حديث ملك الروم، ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعهما بريحين شديدين فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس (1).
والقمي: قال: سبب ذلك أنه كان بالمدينة ثلاثة أبطن من اليهود: بني النضير، وقريظة، وقينقاع، وكان بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) عهد ومدة، فنقضوا عهدهم، وكان سبب ذلك من بني النضير في نقض عهدهم أنه أتاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعني يستقرض، وكان قصد كعب بن الأشرف فلما دخل على كعب قال: مرحبا يا أبا القاسم وأهلا، وقام كأنه يصنع له الطعام، وحدث نفسه أن يقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويتبع أصحابه، فنزل جبرئيل (عليه السلام) فأخبره بذلك، فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة، وقال لمحمد بن مسلمة الأنصاري: إذهب إلى بني النضير فأخبرهم أن الله تعالى قد أخبرني بما هممتم به من الغدر، فإما أن تخرجوا من بلدنا وإما أن تأذنوا بحرب، فقالوا: نخرج من بلادك، فبعث إليهم عبد الله بن أبي ألا تخرجوا وتقيموا وتنابذوا محمدا الحرب فإني أنصركم أنا وقومي وحلفائي فلو (2) خرجتم خرجت معكم، وإن قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا وأصلحوا حصونهم وتهيأوا للقتال، وبعثوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إنا لا نخرج، فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكبر وكبر أصحابه وقال لأمير المؤمنين (عليه السلام): تقدم إلى بني النضير، فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) الراية، وتقدم وجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأحاط بحصنهم، وغدر بهم عبد الله بن أبي، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم وخربوا ما يليه، وكان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك، فقالوا (3): يا محمد إن الله يأمرك بالفساد إن كان لك هذا فخذوه، وإن كان لنا فلا تقطعه، فلما كان بعد ذلك قالوا: يا محمد نخرج من بلادك فأعطنا مالنا، فقال: لا، ولكن تخرجون ولكم ما حملت الإبل فلم يقبلوا ذلك، فبقوا أياما، ثم قالوا: نخرج ولنا ما حملت الإبل، فقال: لا، ولكن تخرجون ولا يحمل أحد منكم شيئا، فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه، فخرجوا على ذلك ووقع قوم منهم إلى فدك ووادي القرى، وخرج قوم منهم إلى الشام، فأنزل الله فيهم: " هو الذي أخرج الذين كفروا "