التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٣٥
* (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) *: ولا يبالوا بنجواهم. والقمي: عن الباقر (عليه السلام) إنه سئل عن قول الله: " إنما النجوى من الشيطان " قال: الثاني (1) (2).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فإن ذلك يحزنه (3).
وفيه: وقيل: إن المراد بالآية أحلام المنام التي يراها الإنسان في نومه فتحزنه (4).
والقمي: عن الصادق (عليه السلام) كان سبب نزول هذه الآية أن فاطمة (عليها السلام) رأت في منامها أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هم أن يخرج هو، وفاطمة، وعلي، والحسن، والحسين (عليهم السلام) من المدينة، فخرجوا حتى جازوا من حيطان المدينة، فعرض لهم طريقان فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات اليمين حتى إنتهى إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة ذراء وهي التي في أحد أذنيها نقط بيض فأمر بذبحها، فلما أكلوا ماتوا في مكانهم فانتبهت فاطمة (عليها السلام) باكية ذعرة، فلم تخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك، فلما أصبحت جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحمار فأركب عليه فاطمة (عليها السلام)، وأمر أن يخرج أمير المؤمنين، والحسن، والحسين (عليهم السلام)، من المدينة كما رأت فاطمة (عليها السلام) في نومها، فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض لهم طريقان فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات اليمين كما رأت فاطمة (عليها السلام) حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء، فاشترى رسول الله (صلى الله عليه وآله) شاة ذراء كما رأت فاطمة (عليها السلام) فأمر بذبحها فذبحت وشويت، فلما أرادوا أكلها قامت فاطمة (عليها السلام) وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا فطلبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى وقع عليها وهي تبكي، فقال: ما شأنك يا بنية؟ قالت: يا رسول الله رأيت البارحة كذا وكذا في نومي، وقد فعلت أنت كما رأيته، فتنحيت عنكم لئلا أراكم تموتون، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى ركعتين ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد هذا شيطان يقال له: " الزها " وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٥٦، س ١٦. وفيه: " قال: فلان ".
٢ - أقول: وتقدم في ج ٤، ص ٢٣٤، نقلا عن تفسير العياشي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، ذيل الآية ٢٢ من سورة إبراهيم " وقال الشيطان لما قضى الامر " قال: هو الثاني، وليس في القرآن شئ " وقال الشيطان " إلا وهو الثاني.
وتقدم في ج 6، ص 481 نقلا عن تفسير القمي، ذيل هذه الآية " الشيطان سول لهم ": يعني الثاني، وذكرنا أيضا في ج 6، ص 539، نقلا عن تفسير القمي، ذيل هذه الآية: " وقال قرينه ": أي شيطانه، وهو الثاني.
3 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 251، س 6.
4 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 251، س 5.
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»