التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٣٢
* (إلا هو رابعهم) *: إلا الله يجعلهم أربعة إذ هو مشاركهم في الاطلاع عليها (1).
* (ولا خمسة) *: ولا نجوى خمسة.
* (إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذ لك ولا أكثر إلا هو معهم) *: يعلم ما يجري بينهم.
* (أين ما كانوا) *: فإن علمه بالأشياء ليس لقرب مكاني حتى يتفاوت باختلاف الأمكنة.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) يعني بالإحاطة والعلم لا بالذات، لأن الأماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها الحواية (2) (3).
وسئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الله أين هو؟ فقال: هو هاهنا وهاهنا، وفوق، وتحت، ومحيط بنا، ومعنا، ثم تلا هذه الآية (4).
أشار (عليه السلام) إلى أنه إنما هو رابع الثلاثة، وسادس الخمسة المتناجين بإحاطته بهم، وغلبته عليهم، وعلمه بما يتناجون به، وشهوده لديهم في تناجيهم لا أنه واحد منهم، وفي عدادهم بذاته المقدسة لأن ذلك يستلزم الحد والمكان والحواية (5).
* (ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيمة) *: تقريرا لما يستحقونه من الجزاء.
* (إن الله بكل شئ عليم) *: لا يخفى عليه خافية. في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) نزلت هذه الآية في فلان وفلان، وأبي عبيدة الجراح، وعبد الرحمان بن عوف، وسالم مولى أبي حذيفة، والمغيرة بن شعبة، حيث كتبوا الكتاب بينهم، وتعاهدوا، وتواثقوا، لئن مضى

١ - أقول: جاء في تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٥٦، س ١٦، ذيل هذه الآية عن الباقر (عليه السلام)، قال: " فلان وفلان وابن فلان أمينهم حين اجتمعوا فدخلوا الكعبة فكتبوا بينهم كتابا إن مات محمد أن لا يرجع الأمر فيهم أبدا ".
٢ - الكافي: ج ١، ص ١٢٦ - ١٢٧، ح ٥، في قوله تعالى: " ما يكون من نجوى ثلثة إلا هو رابعهم ".
٣ - إن قيل: قد قال الله سبحانه: " لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة " فكيف التوفيق بينه وبين هذه الآية؟
قلنا: ليس هذه مثل هذه، فإنه هناك أضيف الثالث إلى الثلاثة، وهاهنا لم يضف الرابع إلى الأربعة، بل أضيف إلى الثلاثة، فالأول صريح في أن الثالث من جنس الثلاثة وفي عدادهم غير قابل للتأويل بخلاف الأخير. منه (قدس سره).
أقول: انظر الوافي: ج ١، ص ٤٠٢، س ١٥.
٤ - الكافي: ج ١، ص 129 - 130، ذيل حديث 1، باب العرش والكرسي.
5 - انظر الوافي: ج 1، ص 402، س 9.
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 ... » »»