التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٧ - الصفحة ١٣٣
ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصيت الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير 8 محمد (صلى الله عليه وآله) لا تكون الخلافة في بني هاشم، ولا النبوة أبدا (1). والقمي: ما في معناه (2).
* (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه) *: قيل: نزلت في اليهود والمنافقين كانوا يتناجون فيما بينهم، ويتغامزون بأعينهم إذا رأوا المؤمنين، فنهاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم عادوا لمثل فعلهم (3).
* (ويتناجون بالاثم والعدو ن ومعصيت الرسول) *: أي بما هو إثم وعدوان للمؤمنين، وتواص بمعصية الرسول (صلى الله عليه وآله)، وقرئ " وينتجون " ويشهد لها حديث: ما انتجيته بل الله انتجاه في شأن علي (عليه السلام) (4).
* (وإذا جاء وك حيوك بما لم يحيك به الله) *: فيقولون: السام عليك أو أنعم صباحا، وأنعم مساء، والله سبحانه يقول: " وسلام على عباده الذين اصطفى " (5).
في روضة الواعظين: روي إن اليهود أتت النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: السام عليك يا محمد، والسام بلغتهم الموت، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وعليكم، فأنزل الله هذه الآية (6).
والقمي: إذا أتوه قالوا له: أنعم صباحا، وأنعم مساءا، وهي تحية أهل الجاهلية، فأنزل الله هذه الآية، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أبدلنا الله بخير من ذلك، تحية أهل الجنة: السلام

١ - الكافي: ج ٨، ص ١٧٩ - ١٨٠، ح ٢٠٢.
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٣٥٦، س ١٧.
٣ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٤٦٠، س ١٨.
٤ - مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ٢٤٩، س ١٨، في الحجة. وإليك نصة: ويشهد لقراءة حمزة قول النبي (صلى الله عليه وآله) في علي صلوات الرحمان عليه لما قال له بعض أصحابه: أتناجيه دوننا، قال: ما أنا انتجيته بل الله انتجاه.
٥ - النمل: ٥٩.
٦ - روضة الواعظين: ص 458، س 6.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»