التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٨٩
فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل 16 * (في مسكنهم) *: موضع سكناهم، قيل: وهي باليمن يقال لها: مأرب (1)، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث (2). وقرئ بالإفراد، ثم بفتح الكاف وبكسره.
* (آية) *: علامة دالة على وجود الصانع المختار، وأنه قادر على ما يشاء من الأمور العجيبة.
* (جنتان) *: جماعتان من البساتين (3).
* (عن يمين وشمال) *: جماعة عن يمين بلدهم، وجماعة عن شماله، كل واحدة منهما في تقاربها وتضايقها كأنه جنة واحدة، كذا قيل (4).
* (كلوا من رزق ربكم واشكروا له) *: على إرادة القول.
* (بلدة طيبة ورب غفور) *: وقرئ الكل بالنصب.
* (فأعرضوا) *: عن الشكر.
* (فأرسلنا عليهم سيل العرم) *: أي العظيم الشديد.
القمي: قال: إن بحرا كان في اليمن، وكان سليمان (عليه السلام) أمر جنوده أن يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلاد الهند ففعلوا ذلك، وعقدوا له عقدة عظيمة من الصخر والكلس (5) حتى

١ - مأرب: اسم المكان، وهي بلاد الأزد باليمن، قال السهيلي: مأرب: اسم قصر كان لهم، وقيل هو اسم لكل ملك كان يلي سبأ، كما أن تبعا اسم لكل من ولي اليمن، والشحر وحضرموت، قال المسعودي: وكان هذا السد من بناء سبأ بن يشجب بن يعرب، وكان سافله سبعين واديا، ومات قبل أن يستتمه فأتمه ملوك حمير بعده، قال المسعودي:
بناه لقمان بن عاد وجعله فرسخا في فرسخ وجعل له ثلاثين مشعبا. معجم البلدان: ج ٥، ص ٣٤، مادة " مرب ".
٢ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٢٥٨، س ١٤.
٣ - هكذا في الأصل. والصحيح: " مجموعتان من البساتين ".
٤ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٢٥٨. والعبارة غير مفهومة، والظاهر أنها مأخوذة من تفسير الكشاف، وصاحبه قد اقتبس ذلك من مجمع البيان بتصرف لا يفيد المعنى. راجع مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ٣٨٦.
٥ - الكلس: الصاروج يبنى به. الصحاح: ج ٣، ص 971، مادة " كلس ".
(٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 ... » »»