التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٥٣
تحيتهم يوم يلقونه سلم وأعد لهم أجرا كريما 44 يا أيها النبي إنا أرسلناك شهدا ومبشرا ونذيرا 45 وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا 46 وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا 47 * (تحيتهم يوم يلقونه سلم) *: قيل: هو من إضافة المصدر إلى المفعول، أي يحيون يوم لقائه بالسلامة من كل مكروه وآفة (1).
في التوحيد: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) اللقاء: هو البعث، فافهم جميع ما في كتاب الله من لقائه فإنه يعني بذلك البعث، وكذلك قوله: " تحيتهم يوم يلقونه سلم " يعني أنه لا يزول الإيمان عن قلوبهم يوم يبعثون (2).
* (وأعد لهم أجرا كريما) *: هي الجنة.
* (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا) *: على من بعثت إليهم بتصديقهم، وتكذيبهم، ونجاتهم، وضلالهم.
* (ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه) *: بتيسيره. في العلل عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: في جواب نفر من اليهود حين سألوه لأي شئ سميت محمدا، وأحمد، وأبا القاسم، وبشيرا، ونذيرا، وداعيا؟ أما الداعي: فإني أدعوا الناس إلى دين ربي عز وجل، وأما النذير:
فاني أنذر بالنار من عصاني، وأما البشير: فإني ابشر بالجنة من أطاعني (3).
* (وسراجا منيرا) *: يستضاء به عن ظلمات الجهالة، ويقتبس من نوره أنوار البصائر.
* (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) *: على سائر الأمم أو على أجرأ عمالهم.

1 - أنوار التنزيل: ج 2، ص 248، س 2.
2 - التوحيد: ص 267، ح 5، باب 36 - الرد على الثنوية والزنادقة.
3 - علل الشرائع: ص 126 - 127، ح 1، باب 106 - العلة التي من أجلها سمي النبي (صلى الله عليه وآله) محمدا، وأحمد، وأبا القاسم، وبشيرا، ونذيرا، وداعيا، وماحيا، وعاقبا، وحاشرا
(٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 ... » »»