التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٩
الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا 39 " أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما " (1)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لما رآها تغتسل: سبحان الله الذي خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير والإغتسال، فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيئ الرسول (صلى الله عليه وآله) وقوله لها: " سبحان الذي خلقك " فلم يعلم زيد ما أراد بذلك، فظن أنه قال ذلك لما عجب من حسنها، فجاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله إن امرأتي في خلقها سوء، وإني أريد طلاقها فقال له النبي (صلى الله عليه وآله):
" أمسك عليك زوجك واتق الله " الآية وقد كان الله عز وجل عرفه عدد أزواجه وأن تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد، وخشي الناس أن يقولوا أن محمدا (صلى الله عليه وآله) يقول لمولاه أن امرأتك ستكون لي زوجة فيعيبونه بذلك، فأنزل الله تعالى: " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه " يعني بالإسلام " وأنعمت عليه " يعني بالعتق " أمسك عليك زوجك " الآية، ثم إن زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه، فزوجها الله تعالى من نبيه (صلى الله عليه وآله) وأنزل بذلك قرآنا، فقال عز وجل:
" فلما قضى زيد منها وطرا " الآية، ثم علم عز وجل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل: " ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له " (2).
* (سنة الله) *: سن ذلك سنة.
* (في الذين خلوا من قبل) *: من قبل الأنبياء، وهو نفي الحرج عنهم فيما أباح لهم.
* (وكان أمر الله قدرا مقدورا) *: قضاءا مقضيا وحكما قطعيا.
* (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا) *: فينبغي أن لا يخشى إلا منه.

١ - الإسراء: ٤٠.
٢ - عيون أخبار الرضا: ج ١، ص ٢٠٣، ح ١، باب ١٥ - ذكر مجلس آخر للرضا (عليه السلام) عند المأمون في عصمة الأنبياء (عليهم السلام).
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»