التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٥٢
هو الذي يصلى عليكم وملئكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما 43 * (هو الذي يصلى عليكم) *: بالرحمة.
* (وملئكته) *: بالاستغفار لكم، والإهتمام بما يصلحكم.
* (ليخرجكم من الظلمات إلى النور) *: من ظلمات الكفر والمعاصي إلى نور الإيمان والطاعة.
* (وكان بالمؤمنين رحيما) *: حيث اعتنى بصلاح أمرهم، وإنافة قدرهم، واستعمل في ذلك ملائكته المقربين.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) من صلى على محمد وآل محمد عشرا صلى الله عليه وملائكته مائة مرة، ومن صلى على محمد وآل محمد مائة مرة، صلى الله عليه وملائكته ألفا، أما تسمع قول الله: " هو الذي يصلى عليكم وملئكته " الآية (1) (2).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: صلت الملائكة علي وعلى علي (عليه السلام) سبع سنين، وذلك أنه لم يصل فيها أحد غيري وغيره (3).

١ - الكافي: ج ٢، ص ٤٩٣ - ٤٩٤، ح ١٤، باب الصلاة على النبي محمد وعلى أهل بيته (عليهم السلام).
٢ - ذكر العلامة المجلسي (رحمه الله) في كتابه مرآة العقول، ج ١٢، ص ١٠٠ في شرح هذا الحديث: روت العامة بإسنادهم عن أبي طلحة قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) فلم أره أشد استبشارا منه يومئذ، ولا أطيب نفسا، قلت: يا رسول الله ما رأيتك قط أطيب نفسا ولا أشد استبشارا منك اليوم؟ فقال: وما يمنعني وقد خرج آنفا جبرئيل من عندي، قال: قال الله تعالى: من صلى عليك صلاة صليت بها عليه عشر صلوات، ومحوت عنه عشر سيئات، وكتبت له عشر حسنات. وهذا أقل مراتبه كما قال تعالى: " والله يضاعف لمن يشاء " البقرة: ٢٦١. والاستشهاد بالآية لإثبات أصل صلاة الله وملائكته للمؤمنين رفعا لاستبعاد القاصرين، لا لبيان العدد المذكور إذ لا دلالة فيها على ذلك العدد.
أقول: يمكن الاستدلال باثبات العدد (عشرة) بقوله تعالى: " ومن جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " الأنعام: ١٦٠.
٣ - لم نعثر عليه في مجمع البيان. بل وجدناه في تفسير نور الثقلين: ج ٤، ص ٣٠٢، ح ٢٢٣، نقلا عن مجمع البيان.
وجاء مثله في تفسير البرهان: ج ٣، ص 337، ح 24 و 25 نقلا عن تفسير الثعلبي.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 ... » »»