التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٤٦
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضللا مبينا 36 وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزوج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا 37 قالت: لأنهن لا يذكرن بخير كما يذكر الرجال فأنزل الله تعالى هذه الآية (1).
* (وما كان) *: وما صح.
* (لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون) *: وقرئ بالياء.
* (لهم الخيرة من أمرهم) *: أن يختاروا من أمرهم شيئا، بل يجب عليهم أن يجعلوا اختيارهم تبعا لاختيار الله ورسوله، والخيرة: ما يتخيره.
وقد مر في هذه الآية حديث في سورة القصص (2).
* (ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضللا مبينا) *: القمي: عن الباقر (عليه السلام) وذلك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب على زيد بن حارثة زينب بنت جحش الأسدية من بني أسد ابن خزيمة، وهي بنت عمة النبي (صلى الله عليه وآله)، فقالت: يا رسول الله حتى أؤامر نفسي فأنظر، فأنزل الله عز وجل: " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة " الآية، فقالت: يا رسول الله أمري بيدك فزوجها إياه الحديث (3). ويأتي تمامه عن قريب.
* (وإذ تقول للذي أنعم الله عليه) *: بالإسلام.

١ - مجمع البيان: ج ٧ - ٨، ص ٣٥٧ - ٣٥٨.
٢ - الآية: ٦٨، راجع ج ٥، ص ٤٤١ - ٤٤٢ من كتابنا تفسير الصافي. ٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص 194.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»