التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٧٤
والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون 38 والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون 39 وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين 40 وفي هذا المعنى في الكافي (1) وفي غيره أخبار كثيرة (2).
* (والذين استجابوا لربهم) *: قبلوا ما أمروا به، والقمي: قال: في إقامة الإمام (3).
* (وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم) *: تشاور بينهم، لا ينفردون برأي حتى يتشاوروا ويجتمعوا عليه، وذلك من فرط تيقظهم في الأمور.
والقمي: يشاورون الإمام (عليه السلام) فيما يحتاجون إليه من أمر دينهم، كما قال الله: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم " (4) (5).
وفي المجمع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) ما من رجل يشاور أحدا إلا هدي إلى الرشد (6).
* (ومما رزقناهم ينفقون) *: في سبيل الخير.
* (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) *: على ما جعله الله لهم كراهة التذلل، وهو وصفهم بالشجاعة بعد وصفهم بسائر أمهات الفضائل، وهو لا ينافي وصفهم بالغفران، فإن الغفران ينبئ عن عجز المغفور، والانتصار يشعر عن مقاومة الخصم، والحلم عن العاجز محمود، وعن المتغلب مذموم لأنه إجراء وإغراء على البغي.
* (وجزاء سيئة سيئة مثلها) *: سمي الثانية سيئة للإزدواج، أو لأنها تسوء من تنزل

١ - الكافي: ج ٢، ص ١١٠، ح ٥ و ٦ و ٧، باب كظم الغيظ.
٢ - الخصال: ص ١٠٤، ح ٦٣، باب الثلاثة وص ٥٧٠، ح ١، باب الخمسين وما فوقه، والأمالي للشيخ الطوسي:
ص ١٨٢، ح ٣٠٦ / ٨، س ٢١، المجلس السابع.
٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٧٧، س ١٥.
٤ - النساء: ٨٣.
٥ - تفسير القمي: ج ٢، ص 277، س 16.
6 - مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 33، س 29.
(٣٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 ... » »»