وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتب ولا الأيمن ولكن جعلنه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صرط مستقيم 52 القمي: قال: وحي مشافهة، ووحي إلهام، وهو الذي يقع في القلب أو من وراء حجاب، كما كلم الله نبيه (صلى الله عليه وآله)، وكما كلم الله موسى من النار، " أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء " قال: وحي مشافهة يعني إلى الناس (1).
* (إنه على) *: عن صفات المخلوقين.
* (حكيم) *: يفعل ما تقتضيه حكمته.
* (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) *: أي أرسلناه إليك بالوحي.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) قال: خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخبره ويسدده وهو مع الأئمة (عليهم السلام) من بعده (2).
وفي رواية: منذ أنزل الله ذلك الروح على محمد (صلى الله عليه وآله) ما صعد إلى السماء، وإنه لفينا (3).
* (ما كنت تدرى ما الكتب ولا الأيمن) *: أي قبل الوحي.
* (ولكن جعلنه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا) *: في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن العلم أهو شئ يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرأونه فتعلمون منه، قال: الأمر أعظم من ذلك وأوجب، أما سمعت قول الله عز وجل:
" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدرى ما الكتب ولا الأيمن " ثم قال: أي شئ يقول أصحابكم في هذه الآية أيقرون أنه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان؟ فقلت:
لا أدري جعلت فداك ما يقولون، فقال لي: بلا، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتى بعث الله عز وجل الروح التي ذكر في الكتاب، فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم، وهي