التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٧٨
لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور 49 أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير 50 وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من ورآى حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء إنه على حكيم 51 * (وإنا إذا أذقنا الإنسان منا رحمة فرح بها وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور) *: بليغ الكفران ينسى النعمة رأسا ويذكر البلية ويعظمها ولم يتأمل سببها، وإنما صدر الأولى ب‍ " إذا " والثانية ب‍ " إن " لأن إذاقة النعمة محققة بخلاف إصابة البلية، وإنما أقام علة الجزاء مقامه في الثانية فوضع (1) الظاهر موضع المضمر: للدلالة على أن هذا الجنس موسوم بكفران النعمة.
* (لله ملك السماوات والأرض) *: فله أن يقسم النعمة والبلية كيف يشاء.
* (يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير) *: القمي: عن الباقر (عليه السلام) " يهب لمن يشاء إناثا " يعني ليس معهن ذكر، " ويهب لمن يشاء الذكور " يعني ليس معهم أنثى " أو يزوجهم ذكرانا وإناثا " أي يهب لمن يشاء ذكرانا وإناثا جميعا يجمع له البنين والبنات أي يهبهم جميعا لواحد (2).
* (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) *: بأن يشاهد ملكا فيسمع منه أو يقع في قلبه من غير مشاهدة أحد، وأصل الوحي الكلام الخفي الذي يدرك بسرعة.
* (أو من ورآى حجاب) *: بأن يسمع صوتا من غير مشاهدة.
* (أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء) *: فيسمع من الرسول.

١ - وفي نسخة: [ووضع].
٢ - تفسير القمي: ج ٢، ص 278، س 13.
(٣٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 373 374 375 376 377 378 379 380 381 383 384 ... » »»