التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٦٩
ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد 26 تفعلون) *: وقرئ بالياء، في العيون: عن سيد الشهداء (عليه السلام) قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إن لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك، وفيمن يأتيك من الوفود، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا، اعط ما شئت، وأمسك ما شئت من غير حرج، قال: فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال: قل يا محمد: " لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " يعني أن تودوا قرابتي من بعدي، فخرجوا، فقال المنافقون: ما حمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده، إن هو إلا شئ افتراه محمد في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيما، فأنزل الله تعالى هذه الآية " أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم " (1) فبعث إليهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: هل من حدث؟ فقالوا: أي والله يا رسول الله، لقد قال: بعضنا: كلا ما عظيما كرهناه فتلا عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله عز وجل: " وهو الذي يقبل التوبة " الآية (2).
* (ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد) *: في المجمع: عن ابن عباس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين قدم المدينة واستحكم الإسلام، قالت الأنصار، فيما بينها: نأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونقول له: إن تعرك أمور، فهذه أموالنا تحكم فيها غير حرج ولا محظور عليك، فأتوه في ذلك، فنزلت: " قل لا أسئلكم " الآية فقرأها عليهم، وقال: تودون قرابتي من بعدي، فخرجوا من عنده مسلمين لقوله، فقال المنافقون: إن هذا الشئ افتراه في مجلسه، أراد بذلك أن يذللنا لقرابته من بعده،

١ - الأحقاف: ٨.
2 - عيون أخبار الرضا: ج 1، ص 235 - 236، ح 1، باب 23 - ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة.
(٣٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 364 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 ... » »»