التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٣٣
وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون 22 وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين 23 الفرج بما ارتكب مما حرم الله، ثم أنطق الله عز وجل ألسنتهم فيقولون هم لجلودهم: " لم شهدتم علينا "؟ الآية (1).
* (وما كنتم تستترون) *: قال: أي من الله (2).
* (أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) *: قال: الجلود: الفروج (3).
وفي الكافي عنه (عليه السلام): في هذه الآية قال: يعني بالجلود: الفروج، والأفخاذ (4).
وفي الفقيه: عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيها قال: يعني بالجلود: الفروج (5).
* (ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون) *: فلذلك اجترأتم على ما فعلتم.
وقيل: معنى الآية كنتم تستترون الناس (6) عند ارتكاب الفواحش مخافة الفضاحة، وما ظننتم أن أعضاءكم تشهد عليكم، فما استترتم عليها (7).
وقيل: بل معناه وما كنتم تتركون المعاصي حذرا أن تشهد عليكم جوارحكم بها لأنكم ما تظنون ذلك، ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون، لجهلكم بالله فهان عليكم ارتكاب المعاصي لذلك (8).
* (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين) *:

١ و ٢ و ٣ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٦٤، س ٧ و ١٤ و ١٥.
٤ - الكافي: ج ٢، ص ٣٦، س ٥، ح ١، باب في أن الإيمان مبثوث لجوارح البدن كلها.
٥ - من لا يحضره الفقيه: ج ٢، ص 381، س 21، ح 1627 / 1، باب 227 باب الفروض على الجوارح.
6 - هكذا في الأصل، والصحيح: " كنتم تسترون من الناس ".
7 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 347، س 8.
8 - قاله الطبرسي في تفسيره مجمع البيان: ج 9 - 10، ص 10، س 14.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»