التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٣٢
ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون 19 حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصرهم وجلودهم بما كانوا يعملون 20 وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون 21 آمنوا وكانوا يتقون * ويوم يحشر أعداء الله إلى النار) *: وقرئ بالنون، وضم الشين.
* (فهم يوزعون) *: القمي: أي يجيئون من كل ناحية (1).
وعن الباقر (عليه السلام): يحبس أولهم على آخرهم يعني ليتلاحقوا (2).
* (حتى إذا ما جاءوها) *: إذا حضروها، و " ما " مزيدة لتأكيد اتصال الشهادة بالحضور.
* (شهد عليهم سمعهم وأبصرهم وجلودهم بما كانوا يعملون) *: بأن ينطقها الله.
* (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون) *: القمي: نزلت في قوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها، فيقولون: ما عملنا شيئا منها فتشهد عليهم الملائكة الذين كتبوا عليهم أعمالهم (3).
قال الصادق (عليه السلام): فيقولون لله: يا رب هؤلاء ملائكتك يشهدون لك، ثم يحلفون بالله ما فعلوا من ذلك شيئا، وهو قول الله عز وجل: " يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم " (4) وهم الذين غصبوا أمير المؤمنين (عليه السلام)، فعند ذلك يختم الله عز وجل على ألسنتهم، وينطق جوارحهم، فيشهد السمع بما سمع مما حرم الله، ويشهد البصر بما نظر به إلى ما حرم الله عز وجل، وتشهد اليدان بما أخذتا، وتشهد الرجلان بما سعتا فيما حرم الله عز وجل، ويشهد

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٦٤، س ٣.
٢ - لم نعثر عليه، بل وجدناه في مجمع البيان: ج ٩ - ١٠، ص ٩، س ٦، من دون نسبة إلى الإمام.
٣ - هكذا في الأصل، وفي تفسير القمي جاء هذا القول ذيل قوله تعالى: " حتى إذا ما جاءوها " دون هذا المكان.
٤ - المجادلة: ١٨.
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»