والقمي: عن الصادق (عليه السلام) قال: ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلا ويحضره رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأمير المؤمنين، والحسن، والحسين، (عليهم السلام) فيرونه، ويبشرونه، وإن كان غير موال يراهم بحيث يسوؤه، والدليل على ذلك، قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لحارث الهمداني:
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا (1) وفي تفسير الإمام (عليه السلام): عند قوله تعالى: " يظنون أنهم ملقوا ربهم " (2) من سورة البقرة قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة، ولا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه، وظهور ملك الموت له، وذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علته، وعظيم ضيق صدره بما يخلفه من أمواله، وبما هو عليه من اضطراب أحواله من معامليه وعياله، وقد بقيت في نفسه حسراتها، واقتطع دون أمانيه، فلم ينلها فيقول له ملك الموت: مالك تتجرع (3) غصصك قال: لاضطراب أحوالي واقتطاعك لي دون آمالي، فيقول له ملك الموت: وهل يحزن عاقل من فقد درهم زائف واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا، فيقول:
لا، فيقول ملك الموت: فانظر فوقك، فينظر فيرى درجات الجنان وقصورها التي يقصر دونها الأماني، فيقول ملك الموت: تلك منازلك، ونعمك، وأموالك، وأهلك وعيالك، ومن كان من أهلك هاهنا وذريتك صالحا فهم هنالك معك، أفترضى بهم بدلا مما هاهنا؟ فيقول: بلى والله، ثم يقول: انظر فينظر فيرى محمدا، وعليا، والطيبين من آلهما (عليهم السلام) في أعلا عليين، فيقول:
أو تراهم هؤلاء ساداتك وأئمتك، هم هناك جلاسك وأناسك، أفترضى بهم بدلا مما تفارق هنا؟
فيقول: بلى وربي، فذلك ما قال الله عز وجل: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا " فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموها، ولا تحزنوا على ما تخلفونه من الذراري والعيال، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم، " وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون " هذه منازلكم، وهؤلاء ساداتكم أناسكم وجلاسكم (4).