وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع 18 يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور 19 ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك، ثم يقول الله عز وجل: " لمن الملك اليوم " فيرد على نفسه " لله الوحد القهار " أين الجبارون؟ وأين الذين ادعوا معي إلها آخر؟ أين المتكبرون ونخوتهم؟ ثم يبعث الخلق (1).
* (وأنذرهم يوم الآزفة) *: أي القيامة سميت بها، لأزوفها أي قربها.
* (إذ القلوب لدى الحناجر) *: فإنها ترتفع عن أماكنها فتلتصق بحلوقهم فلا تعود فيتروحوا ولا تخرج فيستريحوا.
* (كاظمين) *: على الغم، القمي: قال: مغمومين مكروبين (2).
* (ما للظالمين من حميم) *: قريب مشفق.
* (ولا شفيع يطاع) *: يشفع. في التوحيد: عن الباقر (عليه السلام) ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلك وندم عليه، وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله): كفى بالندم توبة، وقال: من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن، فإن من لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن، ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما، والله تعالى يقول: " ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع " (3).
* (يعلم خائنة الأعين) *: إستراق النظر. في المعاني: عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن معناها؟ فقال: ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لا ينظر إليه فذلك خائنة الأعين (4).