يقوم لكم الملك اليوم ظهرين في الأرض فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد 29 * (وقد جاءكم بالبينات من ربكم) *: أضافه إليهم بعد ذكر البينات احتجاجا عليهم واستدراجا لهم إلى الإعتراف به، ثم أخذهم بالاحتجاج من باب الإحتياط.
* (وإن يك كذبا فعليه كذبه) *: لا يتخطاه وبال كذبه فيحتاج في دفعه إلى قتله.
* (وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم) *: فلا أقل من أن يصيبكم بعضه، وفيه مبالغة في التحذير وإظهار للإنصاف وعدم التعصب ولذلك قدم كونه كاذبا.
* (إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب) *: قيل: احتجاج ثالث ذو وجهين:
أحدهما: أنه لو كان مسرفا كذابا لما هداه الله إلى البينات، ولما عضده بتلك المعجزات.
وثانيهما: أن من خذله الله وأهلكه فلا حاجة لكم إلى قتله، ولعله أراد به المعنى الأول وخيل إليهم الثاني لتلين شكيمتهم، وعرض به فرعون بأنه مسرف كذاب لا يهديه الله سبيل الصواب (1).
* (يقوم لكم الملك اليوم ظهرين) *: غالبين عالين.
* (في الأرض) *: أرض مصر.
* (فمن ينصرنا من بأس الله إن جاءنا) *: أي فلا تفسدوا أمركم، ولا تتعرضوا لبأس الله بقتله، فإنه إن جاءنا لم يمنعنا منه أحد، وإنما أدرج نفسه فيه ليريهم أنه معهم، ومساهمهم فيما ينصح لهم.
* (قال فرعون ما أريكم) *: ما أشير إليكم.
* (إلا ما أرى) *: ما استصوبه (2) من قتله.