التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٩٢
كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالبطل ليدحضوا به الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب 5 وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحب النار 6 لسان سبعين نبيا، ومن جادل في آيات الله فقد كفر، ثم تلا هذه الآية (1).
وروي عنه (صلى الله عليه وآله): إن جدالا في القرآن كفر (2).
وإنما نكر لجواز الجدال لحل عقده واستنباط حقائقه، وقطع تشبث أهل الزيغ به، ورد مطاعنهم فيه.
* (فلا يغررك تقلبهم في البلد) *: بالتجارة المربحة، فإنهم مأخوذون عن قريب بكفرهم أخذ من قبلهم.
* (كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم) *: والذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم بعد قوم نوح كعاد وثمود.
* (وهمت كل أمة) *: من هؤلاء.
* (برسولهم ليأخذوه) *: ليتمكنوا من إصابته بما أرادوا من تعذيبه.
* (وجادلوا بالبطل) *: بما لا حقيقة له.
* (ليدحضوا به الحق) *: ليزيلوه به.
* (فأخذتهم) *: بالإهلاك جزاء لهمهم.
* (فكيف كان عقاب) *: فإنكم تمرون على ديارهم وترون أثره، أو تتلون قصصهم في القرآن، وهو تقرير فيه تعجيب.
* (وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحب النار) *:

1 - إكمال الدين وإتمام النعمة: ص 256، ح 1، باب 24 - ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) في النص على القائم (عليه السلام) وأنه الثاني عشر من الأئمة (عليهم السلام).
2 - أنوار التنزيل: ج 2، ص 330، س 17.
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»