التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٣٠١
وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد 26 وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب 27 * (وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه) *: قاله تجلدا، وعدم مبالاة بدعائه.
قيل: كانوا يكفونه عن قتله ويقولون: إنه ليس الذي تخافه بل هو ساحر، ولو قتلته ظن أنك عجزت عن معارضته بالحجة، وتعلله بذلك مع كونه سفاكا في أهون شئ دليل على أنه تيقن أنه نبي فخاف من قتله أو ظن أنه لو حاوله لم يتيسر له (1).
وفي العلل: عن الصادق (عليه السلام) انه سئل عن هذه الآية ما كان يمنعه؟ قال: منعته رشدته، ولا يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلا أولاد الزنا (2).
* (إني أخاف) *: إن لم أقتله.
* (أن يبدل دينكم) *: أن يغير ما أنتم عليه من عبادته، وعبادة الأصنام كقوله " ويذرك وآلهتك " (3).
* (أو أن يظهر في الأرض الفساد) *: ما يفسد دنياكم من التحارب والتهارج، وقرئ بالواو على معنى الجمع، وبفتح الياء والهاء، ورفع الفساد.
* (وقال موسى) *: أي لقومه لما سمع كلامه.

١ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٣٤، س ١٠.
٢ - علل الشرائع: ص ٥٧ - ٥٨، ح ١، باب ٥٢ - العلة التي من أجلها لم يقتل فرعون موسى (عليه السلام) لما قال: ذروني أقتل موسى.
٣ - الأعراف: ١٢٧.
(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»