التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ٢٠٧
وما منا إلا له مقام معلوم 164 وإنا لنحن الصافون 165 وإنا لنحن المسبحون 166 * (وما منا إلا له مقام معلوم) *: القمي: عن الصادق (عليه السلام) قال: نزلت في الأئمة والأوصياء من آل محمد (عليهم السلام) (1).
وقيل: هي حكاية اعتراف الملائكة بالعبودية للرد على عبدتهم، والمعنى وما منا أحد إلا له مقام معلوم في المعرفة والعبادة والانتهاء إلى أمر الله في تدبير العالم (2).
قيل: ويحتمل أن يكون من قوله: " سبحن الله " حكاية قولهم (3).
* (وإنا لنحن الصافون) *: في أداء الطاعة ومنازل الخدمة.
* (وإنا لنحن المسبحون) *: المنزهون الله عما لا يليق به، ولعل الأول إشارة إلى درجاتهم في الطاعة، وهذا في المعرفة.
في نهج البلاغة في وصف الملائكة: صافون لا يتزايلون، ومسبحون لا يسأمون (4).
والقمي: قال جبرائيل: يا محمد: " إنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون " (5).
وعن الصادق (عليه السلام): كنا أنوارا صفوفا حول العرش نسبح، فيسبح أهل السماء بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبحنا فسبح أهل الأرض بتسبيحنا " وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون " الحديث " (6).

١ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٢٧ - ٢٢٨.
٢ و ٣ - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج ٢، ص ٣٠٢، س ١.
٤ - نهج البلاغة: ص ٤١، الخطبة ١.
٥ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٢٧، س ١٣.
٦ - تفسير القمي: ج ٢، ص ٢٢٨، س ٥. وإليك نصه: قال: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: يا شهاب نحن شجرة النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ونحن عهد الله وذمته، ونحن ودايع الله وحجته، كنا أنوارا صفوفا حول العرش نسبح فيسبح أهل السماء بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبحنا فسبح أهل الأرض بتسبيحنا، وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عز وجل وذمته، ومن خفر ذمتنا فقد خفر ذمة الله عز وجل وعهده.
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 213 ... » »»