وإن يونس لمن المرسلين 139 إذ أبق إلى الفلك المشحون 140 فساهم فكان من المدحضين 141 فالتقمه الحوت وهو مليم 142 * (وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق) *: هرب، وأصل الإباق: الهرب من السيد، لكن لما كان هربه من قومه بغير إذن ربه حسن اطلاقه عليه.
* (إلى الفلك المشحون) *: المملو.
* (فساهم) *: فقارع أهله.
* (فكان من المدحضين) *: فصار من المغلوبين بالقرعة وأصله المزلق عن مقام الظفر.
في الفقيه: عن الباقر (عليه السلام) في حديث قال: انه لما ركب مع القوم فوقفت السفينة في اللجة واستهموا فوقع السهم على يونس ثلاث مرات، قال: فمضى يونس إلى صدر السفينة فإذا الحوت فاتح فاه فرمى بنفسه (1).
وعن الصادق (عليه السلام): ما تقارع قوم ففوضوا أمرهم إلى الله عز وجل إلا خرج سهم المحق، وقال: أي قضية أعدل من القرعة إذا فوضوا الأمر إلى الله، أليس الله عز وجل يقول: " فساهم فكان من المدحضين "؟ (2). وفي الكافي: عنه (عليه السلام) ما يقرب منه (3).
* (فالتقمه الحوت وهو مليم) *: داخل في الملامة أو آت بما يلام عليه، أو مليم نفسه.
القمي: عن الصادق (عليه السلام) في قصة يونس وقومه كما سبق ذكر صدرها في سورته (4) (5).
قال: فغضب يونس ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله حتى انتهى إلى ساحل البحر فإذا سفينة قد شحنت وأرادوا أن يدفعوها فسألهم يونس أن يحملوه فحملوه، فلما توسطوا البحر بعث الله حوتا عظيما فحبس عليهم السفينة فنظر إليه يونس ففزع منه، وصار