الله (صلى الله عليه وآله) عند الجمرة الوسطى، فلم يزل مضربهم يتوارثون به كابر عن كابر حتى كان آخر من ارتحل منه علي بن الحسين (عليهما السلام) في شئ كان بين بني هاشم وبين بني أمية فارتحل فضرب بالعرين (1) (2).
والعياشي (3)، والقمي: عن الصادق (عليه السلام) ما يقرب منه بزيادة ونقصان (4).
وزاد القمي: ونزل الكبش على الجبل الذي عن يمين مسجد منى من السماء، وكان يأكل في سواد، ويمشي في سواد، أقرن، قيل: ما كان لونه؟ قال: أملح أغبر (5).
وفي العيون: عن الرضا (عليه السلام) قال: لما أمر الله تعالى إبراهيم (عليه السلام) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه تمنى إبراهيم (عليه السلام) أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب فأوحى الله عز وجل إليه يا إبراهيم من أحب خلقي إليك؟ قال: يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إلى من حبيبك محمد (صلى الله عليه وآله) فأوحى الله عز وجل إليه: يا إبراهيم هو أحب إليك أو نفسك؟ قال: بل هو أحب إلي من نفسي، قال:
فولده أحب إليك أو ولدك؟ قال: بل ولده، قال: فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي؟ قال: يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي، قال: يا إبراهيم إن طائفة تزعم أنها من أمة محمد (صلى الله عليه وآله) ستقتل الحسين (عليه السلام) ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش، ويستوجبون بذلك سخطي فجزع إبراهيم (عليه السلام) لذلك، فتوجع قلبه فأقبل (6) يبكي، فأوحى الله تعالى إليه يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل (عليه السلام) لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين (عليه السلام) وقتله، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول الله عز وجل: " وفديناه بذبح عظيم " ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي