التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٨٧
وجعلنا ذريته هم الباقين 77 وتركنا عليه في الآخرين 78 سلم على نوح في العلمين 79 * (وجعلنا ذريته هم الباقين) *: إذ هلك من هلك.
القمي: عن الباقر (عليه السلام) في هذه الآية يقول الحق والنبوة والكتاب والإيمان في عقبه، وليس كل من في الأرض من بني آدم من ولد نوح قال الله عز وجل في كتابه: " احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول " (1) منهم " ومن آمن وما آمن معه إلا قليل " (2) وقال أيضا: " ذرية من حملنا مع نوح " (3) (4).
* (وتركنا عليه في الآخرين) *: من الأمم.
* (سلم على نوح في العلمين) *: قيل: أي تركنا عليه فيهم التحية بهذه الكلمة، والدعاء بثبوتها في الملائكة والثقلين (5).
وقيل: بل هو سلام من الله عليه، ومفعول تركنا محذوف مثل الثناء (6).
وفي الإكمال: عن الصادق (عليه السلام) في حديث طويل وبشرهم نوح بهود، وأمرهم باتباعه، وأن يقوموا الوصية كل عام فينظروا فيها، ويكون عيدا لهم كما أمرهم آدم (عليه السلام) فظهرت الجبرية من ولد حام ويافث فاستخفى ولد سام بما عندهم من العلم وجرت على سام بعد نوح الدولة لحام ويافث وهو قول الله عز وجل: " وتركنا عليه في الآخرين " يقول: تركت على نوح دولة الجبارين، ويعزي الله محمد (صلى الله عليه وآله) بذلك قال: وولد لحام: السند والهند والحبش، وولد لسام: العرب والعجم، وجرت عليهم الدولة وكانوا يتوارثون الوصية عالم بعد عالم حتى بعث الله عز وجل هودا (7).

١ - هود: ٤٠.
٢ - هود: ٤٠.
٣ - الاسراء: ٣.
٤ - تفسير القمي: ج ٢، ص 223، س 14.
5 - أنوار التنزيل: ج 2، ص 295، س 2.
6 - أنوار التنزيل: ج 2، ص 295، س 3.
7 - اكمال الدين واتمام النعمة: ص 134 - 135، قطعة من ح 3، باب 2، في ذكر ظهور نوح (عليه السلام) بالنبوة بعد ذلك.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»