إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم 64 طلعها كأنه رؤوس الشيطين 65 فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون 66 ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم 67 ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم 68 قالت: ما نعرف هذه الشجرة، قال ابن الزبعرى: الزقوم بكلام البربر (1): التمر والزبد، وفي رواية بلغة اليمن، فقال أبو جهل لجاريته: يا جارية زقمينا فأتته الجارية بتمر وزبد، فقال لأصحابه:
تزقموا بهذا الذي يخوفكم به محمد (صلى الله عليه وآله) فيزعم أن النار تنبت الشجر، والنار تحرق الشجر، فأنزل الله سبحانه: " إنا جعلناها فتنة للظالمين " (2).
* (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم) *: منبتها في قعر جهنم وأغصانها ترفع إلى دركاتها.
* (طلعها) *: حملها، مستعار من طلع التمر.
* (كأنه رؤوس الشيطين) *: في تناهي القبح والهول.
قيل: هو تشبيه بالمتخيل كتشبيه الفائق في الحسن بالملك (3).
* (فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون) *: لغلبة الجوع.
* (ثم إن لهم عليها) *: أي بعد ما شبعوا منها وغلبهم العطش وطال استسقاؤهم.
* (لشوبا من حميم) *: لشرابا من غساق أو صديد مشوبا بماء حميم يقطع أمعاءهم.
* (ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم) *: فإن الزقوم والحميم: نزل، يقدم إليهم قبل دخولها.