التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٩٢
فلما أسلما وتله للجبين 103 وناديناه أن يا إبراهيم 104 قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين 105 إن هذا لهو البلاء المبين 106 وفديناه بذبح عظيم 107 * (قال يبنى إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى) *: من الرأي.
قيل: وإنما شاوره فيه وهو حتم ليعلم ما عنده فيما نزل من بلاء الله فيثبت قدمه إن جزع ويأمن عليه إن سلم وليوطن نفسه عليه فيهون ويكتسب المثوبة بالانقياد له قبل نزوله (1).
وقرئ ماذا ترى بضم التاء وكسر الراء.
* (قال يأبت افعل ما تؤمر) *: ما تؤمر به، وإنما ذكر بلفظ المضارع لتكرر الرؤيا.
* (ستجدني إن شاء الله من الصبرين * فلما أسلما) *: استسلما لأمر الله أو أسلم الذبيح نفسه وإبراهيم ابنه.
وفي المجمع: عن أمير المؤمنين والصادق (عليهما السلام) انهما قرءا فلما سلما من التسليم (2).
* (وتله للجبين) *: صرعه على شقه فوقع جبينه على الأرض، وهو أحد جانبي الجبهة.
* (وناديناه أن يا إبراهيم * قد صدقت الرؤيا) *: بالعزم والإتيان بما كان تحت قدرتك من ذلك وجواب " لما " محذوف تقديره كان ما كان مما ينطق به الحال ولا يحيط به المقال من استبشارهما وشكرهما لله على ما أنعم عليهما من رفع البلاء بعد حلوله والتوفيق لما لم يوفق غيرهما لمثله وإظهار فضلهما به على العالمين مع إحراز الثواب العظيم إلى غير ذلك.
* (إنا كذلك نجزى المحسنين * إن هذا لهو البلاء المبين) *: الإبتلاء البين الذي يتميز فيه المخلص من غيره أو المحنة البينة الصعوبة فإنه لا أصعب منها.
* (وفديناه بذبح عظيم) *: بما يذبح بدله عظيم القدر أو الجثة سمين.

1 - قاله البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: ج 2، ص 297، س 14.
2 - مجمع البيان: ج 7 - 8، ص 451، في القراءة.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»