التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٨٦
إنهم ألفوا آباءهم ضالين 69 فهم على آثارهم يهرعون 70 ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين 71 ولقد أرسلنا فيهم منذرين 72 فانظر كيف كان عقبة المنذرين 73 إلا عباد الله المخلصين 74 ولقد نادينا نوح فلنعم المجيبون 75 ونجيناه وأهله من الكرب العظيم 76 وقيل: الحميم خارج عنها لقوله تعالى " هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون * يطوفون بينها وبين حميم آن " (1) يوردون إليه كما يورد الإبل إلى الماء ثم يردون إلى الجحيم (2).
* (إنهم ألفوا آباءهم ضالين * فهم على آثارهم يهرعون) *: تعليل لاستحقاقهم تلك الشدائد بتقليد الآباء في الظلال، والإهراع: الإسراع الشديد كأنهم يزعجون على الإسراع على أثرهم، وفيه إشعار بأنهم بادروا إلى ذلك من غير توقف على بحث ونظر.
* (ولقد ضل قبلهم) *: قبل قومك.
* (أكثر الأولين * ولقد أرسلنا فيهم منذرين) *: أنبياء أنذروهم من العواقب.
* (فانظر كيف كان عقبة المنذرين) *: من الشدة والفظاعة.
* (إلا عباد الله المخلصين) *: إلا الذين تنبهوا بإنذارهم فأخلصوا دينهم لله، وقرئ بالفتح أي الذين أخلصهم الله لدينه، والخطاب مع الرسول (صلى الله عليه وآله) والمقصود خطاب قومه فإنهم أيضا سمعوا أخبارهم ورأوا آثارهم.
* (ولقد نادينا نوح) *: شروع في تفصيل القصص بعد إجمالها، أي ولقد دعانا حين أيس من قومه.
* (فلنعم المجيبون) *: أي فأجبناه بأحسن الإجابة فوالله لنعم المجيبون نحن.
* (ونجيناه وأهله من الكرب العظيم) *: من أذى قومه والغرق.

١ - الرحمن: ٤٣ - 44.
2 - أنوار التنزيل: ج 2، ص 294، س 10.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»