التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٦ - الصفحة ١٥
وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا 7 وفي الكافي: عن الباقر (عليه السلام) أنه سئل عن هذه الآية فيمن نزلت؟ قال: نزلت في الامرأة إن هذه الآية جرت في ولد الحسين (عليه السلام) من بعده فنحن أولى بالأمر وبرسول الله (صلى الله عليه وآله) من المهاجرين والأنصار (1).
أقول: وقد مضت هذه الآية بعينها في آخر سورة الأنفال (2) وأنها نزلت في نسخ التوارث بالهجرة والنصرة، والتوفيق بنزول هذه الآية في الإمرة، وتلك في الميراث لا يلائم الاستثناء في هذه الآية ولا ما يأتي في بيانه إلا أن يقال: إن الإمرة تأويل كما يستفاد مما يأتي، نقلا من العلل عند قوله تعالى: " إنما يريد الله " (3) الآية وبالتعميم في الآيتين يرتفع التخالف.
* (من المؤمنين والمهاجرين) *: صلة لأولي الأرحام أي أولوا الأرحام بحق القرابة أولى بالإمرة أو بالميراث من المؤمنين بحق الدين، والمهاجرين بحق الهجرة، وإن حملنا الآية على الميراث احتمل أيضا أن يكون بيانا لأولي الأرحام.
* (إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا) *: يعني به التوصية.
في الكافي: عن الصادق (عليه السلام) انه سئل أي شئ للموالي؟ فقال: ليس لهم من الميراث إلا ما قال الله عز وجل: " إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا " (4).
* (كان ذلك في الكتب مسطورا) *: أي ما ذكر في الآيتين في اللوح ثابت كذا قيل (5).
* (وإذ أخذنا) *: مقدر باذكر.
* (من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن

١ - الكافي: ج ١، ص ٢٨٨، ح ٤، باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة (عليهم السلام) واحدا فواحد.
٢ - ذيل الآية: ٧٥.
٣ - الأحزاب: ٣٣.
٤ - الكافي: ج ٧، ص 135، ح 3، باب ميراث ذوي الأرحام مع الموالي.
5 - أنوار التنزيل: ج 2، ص 239، س 18.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»