ربك من الملائكة يسبحون له بالليل والنهار أي دائما وهم لا يسئمون ولا يملون (39) ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة يابسة متطامنة مستعار من الخشوع بمعنى التذلل فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت انتفخت بالنبات إن الذي أحياها بعد موتها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير (40) إن الذين يلحدون يميلون عن الاستقامة في آياتنا بالطعن والتحريف والتأويل بالباطل والإلغاء فيها لا يخفون علينا فنجازيهم على إلحادهم وقد مضى في هذا كلام في المقدمة السادسة من هذا الكتاب عن أمير المؤمنين عليه السلام أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيمة اعملوا ما شئتم تهديد شديد إنه بما تعملون بصير وعيد بالمجازاة (41) إن الذين كفروا بالذكر لما جائهم بدل من إن الذين يلحدون أو مستأنف وخبر إن محذوف أو خبره أولئك ينادون كذا قيل والقمي عن الباقر عليه السلام بالذكر يعني بالقرآن وإنه لكتاب عزيز (42) لا يأتيه الباطل من بين يديه قال لا يأتيه الباطل من قبل التوراة ولا من قبل الإنجيل والزبور ولا من خلفه أي لا يأتيه مبعده كتاب يبطله وفي المجمع عنهما عليهما السلام ليس في إخباره عما مضى باطل ولا في إخباره عما يكون في المستقبل باطل بل إخباره كلها موافقة لمخبراتها تنزيل من حكيم أي حكيم حميد يحمده كل مخلوق بما ظهر عليه من نعمه (43) ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة لأنبيائه وذو عقاب أليم لأعدائهم (44) ولو جعلناه قرآنا أعجميا قيل جواب لقولهم هلا نزل هذا القرآن بلغة العجم لقالوا لولا فصلت آياته بينت بلسان نفقهه أأعجمي وعربي أكلام أعجمي ومخاطب عربي القمي لو كان هذا القرآن أعجميا لقالوا كيف نتعلمه ولساننا عربي
(٣٦٢)