التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ٢٧٥
والطاعة ويؤنسني في الغربة يعني الولد لان لفظة الهبة غالبة فيه (101) فبشرناه بغلام حليم قيل ما نعت الله نبيا بالحلم لعزة وجوده غير إبراهيم وابنه (102) فلما بلغ معه السعي أي فلما وجد وبلغ أن يسعى معه في أعماله قال يا بنى إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى من الرأي قيل وإنما شاوره وهو حتم ليعلم ما عنده فيما نزل من بلاء الله فيثبت قدمه إن جزع ويأمن عليه إن سلم وليوطن نفسه عليه فيهون ويكتسب المثوبة بالانقياد له قبل نزوله وقرئ ماذا ترى بضم التاء وكسر الراء قال يا أبت افعل ما تؤمر ما تؤمر به وإنما ذكر بلفظ المضارع لتكرر الرؤيا ستجدني إن شاء الله من الصابرين (103) فلما أسلما استسلما لأمر الله أو أسلم الذبيح نفسه وإبراهيم ابنه وفي المجمع عن أمير المؤمنين والصادق عليهما السلام انهما قرءا فلما سلما من التسليم وتله للجبين صرعه على شقه فوقع جبينه على الأرض وهو أحد جانبي الجبهة (104) وناديناه أن يا إبراهيم (105) قد صدقت الرؤيا بالعزم والإتيان بما كان تحت قدرتك من ذلك وجواب لما محذوف تقديره كان ما كان مما ينطق به الحال ولا يحيط به المقال من استبشارهما وشكرهما لله على ما أنعم عليهما من رفع البلاء بعد حلوله والتوفيق لما لم يوفق غيرهما لمثله وإظهار فضلهما به على العالمين مع إحراز الثواب العظيم إلى غير ذلك إنا كذلك نجزى المحسنين (106) إن هذا لهو البلاء المبين الابتلاء البين الذي يتميز فيه المخلص من غيره أو المحنة البينة الصعوبة فإنه لا أصعب منها (107) وفديناه بذبح عظيم بما بدله عظيم القدر أو الجثة سمين
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست