التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٩٨
فهو حقيق بأن يتقى (52) لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج من مزيدة لتأكيد الاستغراق ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شئ رقيبا قيل المعنى لا يحل لك النساء من بعد الأجناس المذكورة اللاتي نص على احلالهن لك ولا أن تبدل بهن أزواجا من أجناس اخر وقيل معناه لا يحل لك النساء من بعد نسائك اللاتي خيرتهن فاخترن الله ورسوله وهن التسع مكافأة لهن على اختيارهن الله ورسوله وفي الكافي عن الباقر عليه السلام في هذه الآية قال إنما عني به لا يحل لك النساء اللاتي حرم الله عليك في هذه الآية حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم إلى آخرها ولو كان الأمر كما يقولون كان قد أحل لكم ما لم يحل له لأن أحدكم يستبدل كلما أراد ولكن الأمر ليس كما يقولون إن الله عز وجل أحل لنبيه صلى الله عليه وآله أن ينكح من النساء ما أراد إلا ما حرم في هذه الآية في سورة النساء ومثله عن الصادق عليه السلام في عدة روايات وفي بعضها أراكم وأنتم تزعمون أنه يحل لكم ما لم يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله وفي بعضها أحاديث آل محمد صلوات الله عليهم خلاف أحاديث الناس القمي لا تحل لك النساء من بعد ما حرم عليه في سورة النساء وقوله ولا أن تبدل بهن من أزواج معطوف على قصة امرأة زيد ولو أعجبك حسنهن أي لا تحل لك امرأة رجل تتعرض لها حتى يطلقها وتزوجها أنت ولا تفعل هذا الفعل بعد أقول: وهذه الأخبار كما ترى وكذا ما قاله القمي رزقنا الله فهمها وقيل هذه الآية منسوخة بقوله ترجى من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء فإنه وإن تقدمها قراءة فهو مسبوق بها نزولا (53) يا أيها الذين امنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام تدعون إليه غير ناظرين إناه غير منتظرين وقته أو إدراكه من أنى الطعام إذا أدرك ولكن
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست