التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج ٤ - الصفحة ١٧٧
فقال المنافقون قتل علي بن أبي طالب عليه السلام ثم انكشفت العجاجة ونظروا فإذا أمير المؤمنين عليه السلام على صدره وقد أخذ بلحيته يريد أن يذبحه ثم أخذ رأسه وأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو وسيفه يقطر منه الدم وهو يقول والرأس بيده أنا ابن عبد المطلب * الموت خير للفتى من الهرب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي ماكرته قال نعم يا رسول الله الحرب خديعة وبعث رسول الله صلى الله عليه وآله الزبير إلى هبيرة بن وهب فضربه على رأسه ضربة فلقت هامته وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله عمر بن الخطاب أن يبارز ضرار بن الخطاب فلما برز إليه ضرار انتزع له عمر سهما فقال له ضرار ويلك يا ابن صهاك أترميني في مبارزة والله لئن رميتني لا تركت عدويا بمكة إلا قتلته فانهزم عند ذلك عمر ومر نحوه ضرار وضربه ضرار على رأسه بالقناة ثم قال احفظها يا عمر فإني آليت أن لا أقتل قرشيا ما قدرت عليه فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولى ولاه فبقي رسول الله صلى الله عليه وآله يحاربهم في الخندق خمسة عشر يوما فقال أبو سفيان لحي بن أخطب ويلك يا يهودي أين قومك فسار حي بن أخطب إليهم فقال ويلكم اخرجوا فقد نابذكم محمد الحرب فلا أنتم مع محمد صلى الله عليه وآله ولا أنتم مع قريش فقال كعب لسنا خارجين حتى تعطينا قريش عشرة من أشرافهم رهنا يكونون في حصننا إنهم إن لم يظفروا بمحمد صلى الله عليه وآله لم يبرحوا حتى يرد محمد علينا عهدنا وعقدنا فإنا لا نأمن أن تفر قريش ونبقى نحن في عقر دارنا ويغزونا محمد صلى الله عليه وآله فيقتل رجالنا ويسبي نساءنا وذرارينا وإن لم نخرج لعله يرد علينا عهدنا فقال له حي بن أخطب تطمع في غير مطمع قد نابذت العرب محمد الحرب فلا أنتم مع محمد صلى الله عليه وآله ولا أنتم مع قريش فقال كعب هذا من شومك إنما أنت طائر تطير مع قريش غدا وتتركنا في عقر دارنا ويغزونا محمد صلى الله عليه وآله فقال له هل لك عهد الله علي وعهد موسى أنه إن لم تظفر قريش بمحمد صلى الله عليه وآله إني أرجع معك إلى حصنك يصيبني ما يصيبك فقال كعب هو الذي قد قلته لك إن أعطتنا قريش أشرافهم رهنا يكونون عندنا وإلا لم نخرج فرجع حي بن
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»
الفهرست